تعتبر فكرة إنتاج وقود الديزل الحيوي بإستخدام الطحالب الدقيقة، المعروفة بإسم وقود الطحالب “algae fuel”، من الافكار الحديثة جداً في مسيرة البحث عن مصادر جديدة للوقود، خصوصاً بعد تزايد الإنبعاثات الناجمة عن إستعمال الوقود الاحفوري، التي تلعب دوراً أساسياً في عملية التغير المناخي.
الطحالب المُزرقة
تعتبرالطحالب الخضراء المزرقة صديق جيد للبيئة، لأن زراعتها سهلة (يمكن زراعتها في الصحاري)، نموها سريع (يتضاعف نموها خلال 24ساعة)، لا تتطلب مياهاً عذبة، قيمتها الغذائية عالية، ليس لها أي تأثير سلبي على المحاصيل الغذائية الأخرى، زراعتها تلغي الحاجة إلى الزراعات المكثفة، تحدّ من تلوث في المياه الجوفية وتساهم في تخفيض إنبعاثات الـ CO2 السامّة.
تطبيقات مذهلة
1–إنتاج الوقود الحيوي:
تحتوي الطحالب على نوع من الزيت بنسبة 50 في المائة من كتلتها الكلية، إضافة إلى بعض المركبات البيوكيميائية الاخرى، مثل الدهون المحايدة ( ثلاثي, ثنائي, أحادي الغليسريد، أحماض دهنية حره)، الدهون القطبية (السكرية, الفوسفاتية) وإستيرات الشمع. لذلك، تم التفكير في استغلال هذه النسبة من الزيوت، لانتاج وقود بسلاسل كيميائية، تشبه كميائياً سلاسل الهيدروكربونات البترولية. غير أن هذا الوقود، لا يشارك الإيثانول في بعض الصفات الضارة بالبيئة. وتقدر الدراسات العلمية أن كل هكتار من الطحالب الخضراء، يمكن أن ينتج مابين 20-50 طناً سنوياً.
2–تنظيف المياه الملوثة
استفاد العلماء في كثير من دول العالم، من شراهة الطحالب للمغذيات الكيميائية، لتنظيف مياه الصرف الصحى وإزالة المواد الكيميائية الضارة منها(90 في المائة أمونيا النيتروجين و97 في المائة من الفوسفور).
3- مستحضرات التجميل
استخدم الهنود الحمر منذ قرون، كمّادات الطحالب لتجنب الولادات المبكرة، غير الطبيعية، حيث كانوا يضعونها على بطون الحوامل، نظراً لمفعول الطحالب في تقوية البطن وتليينها. واكتشف العلماء حديثاً، أن للطحالب فعالية كبيرة في إيقاف تساقط الشعر والحفاظ على نضارة ونعومة البشرة، كونها تمدّ الخلايا بمركب polysaccharides الذي يحافظ على مادة الكولاجين COLLAGEN)) والالستين (Elastin) التي تساعد على ليونة وحيوية البشرة. واليوم، تستخدم الطحالب لانتاج أنواع صحيةً ومتطورةً من “الشامبو” ومستحضرات التجميل والعناية بالبشرة.
4–امتصاص ثاني أكسيد الكربون
تمتصّ الطحالب غاز ثاني أوكسيد الكربون بكميات كبيرة، تصل إلى 1000كغ/سنوياً، عبر قيامها بعملية التمثيل الضوئي، التي تحتاج إلى ثاني أكسيد الكربون وأشعة الشمس والماء. إلا أن الطحالب لا تسحب غاز ثاني أوكسيد الكربون من الجو فقط؛ وإنما أيضاً، تنتج كتلة حيوية يمكن استخدامها فى إنتاج أنواع وقود مثل الايثانول، يستخدم وقوداً للسيارات. وهي تكنولوجيا نظيفه لا تولّد نفايات سامة أو خطرة.
5–غذاء حقيقي
إضافةً إلى غناها بالبروتينات والمعادن والفيتامينات، تستخدم الطحالب المزرقة كمكملات غذائية للإنسان وأعلافاً للحيوان، خصوصاً الأسماك والدواجن. وثبت علمياً، أنها خالية من المواد السامة وغنية بالبروتين، خصوصاً طحلب السبيرولينا؛ وهو من الطحالب الخضراء المزرقة، حيث تصل نسبة البروتين فيه إلى 65 في المائة، مقارنة مع 20 في المائة في اللحم البقري و20- 25 في المائة في البيض. إلا أن هذا البروتين يتفوق بدرجة عالية، على البروتينات الموجودة في البقوليات. فيما تشكل الأحماض الدهنية (3 omega و omega 6) 8 في المائة من وزن هذا الطلحب المزرق.
6-أسمدة عضوية
يحتاج النبات عموماً، إلى عناصر غذائية معينة، كوحدات البوتاسيوم والأوكسجين ووحدات الفوسفور. وقد وجد العلماء أن الطحالب المزرقة غنية جداً بهذه العناصر. وأعطى استخدامها كأسمدة، جودة عالية ومردوداً مرتفعاً في المحاصيل.
تدخل الطحالب في أكثر الصناعات، خصوصاً منها الكيميائية والدوائية، حيث يعتمد عليها في صناعة الأصباغ الطبيعية، مضادات الأكسدة، الفيتامينات، الأحماض الدهنية، مستحضرات التجميل، المكملات الغذائية، الاسمدة العضوية وغيرها.
إلى أي مدى ستنجح البشرية باستغلال الطحالب لمواجهة التغير المناخي الخطير، الذي يهدد الحياة على الكوكب الأخضر؟