زعزعت تغيّرات الطقس أسس تقييم الفصول وتسميتها، وتداخل فصل الشتاء بالصيف والعكس صحيح، فمن كان يتوّقع في لبنان طقساً دافئاً في كانون وتساقطاً للأمطار في حزيران؟
هكذا تٌترجم تداعيات الإحترار المناخي في حياتنا اليومية، وبينما حذّر خبراء من مختلف متتبعي الأرصاد الجوية بموجة حارة قد تسيطر على العالم في الفترة المقبلة، أطبقت موجة شديدة الحرارة على مناطق شاسعة في نصف الكرة الشمالي. فأثار الأمر مخاوف على المحاصيل في الصين وتسبّب في تأجيج حرائق الغابات في البرتغال وأقصى شرق روسيا ودفع السلطات لإلغاء رحلات طيران في جنوب غرب الولايات المتحدة، كما بلغ ارتفاع درجة الحرارة حد ذوبان الإسفلت على بعض الطرق في بريطانيا.
سجّل أطول نهار في العام يوم الأربعاء 21 حزيران – يونيو وتعدّت درجات الحرارة فيه الـ 37 درجة مئويّة في باريس و 38 في مدريد و 34 في لندن، ترافقت مع تحذيرات من حدوث عواصف رعديّة.
وبعد حصر درجات الحرارة القياسية المسجلة في الشهرين الماضيين، أشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن الأرض تشهد “عاماً حاراً استثنائياً آخر” وإن موجات الحرارة مبكرة على نحو غير معتاد .فضلاً عن أن مناطق من أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا والولايات المتحدة شهدت درجات حرارة مرتفعة جداً في أيار – مايو وحزيران -يونيو حطمت عدداً من الأرقام القياسية.
ورفع الإتجاه الذي شهدته الأرض خلال الشهرين الماضيين المتوسط الشهري لدرجة الحرارة عالمياً إلى أحد أعلى المستويات المسجلة منذ بدء تسجيل البيانات في عام 1880.
وقد توالت التداعيات في بلدان مختلفة، ففي الصين، أكبر منتج للحبوب في العالم، تسببت الحرارة والجفاف في تأخير زراعة الذرة وشكّلت عاملاً رئيسياً في حرائق الغابات التي أودت بحياة العشرات في البرتغال .
وفي جنوب غرب أميركا، ألغيت رحلات طيران أغلبها لشركات طيران إقليمية، وفي بريطانيا ذكرت وسائل إعلام محلية أن الحرارة الشديدة بمناطق في جنوب شرق البلاد أدت إلى ذوبان الإسفلت على الطرق.
