خلال فصل الصيف، تكثر العقارب ولسعاتها، لتعدّ كابوساً حقيقياً لدى المغاربة. وتقدّر حالات التسمم جراء لسعات العقارب في المغرب، بالآلاف. وأحيانا كثيرة، تسبب الوفاة. وعلى الرغم من الإجراءات التي تقوم بها وزارة الصحة، إلا أنها تبقى غير كافية.

ضحايا

مع إرتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، تكثر العقارب ذات اللدغة القاتلة، خصوصاً في المناطق الصحراوية والبوادي. ولا يشعر الإنسان بالعقارب، إلاّ حين تصطدم بجسمه وتلدغه في أحد أجزائه. ويمكن أن يكون الضحايا أطفالاً، رضعاً، نساءً أو رجالاً، فهي لا تفرق بين ضحاياها.

وتتمثل أعراض لسعة العقرب، بألم موضعي واحمرار في الوجه وتقلصات. وأحياناً: توقف عملية التنفس، الشّلل، زيادة الإفرازات من الفم ودموع غزيرة من العين. إضافة إلى أعراض إسهال، إرتفاع في ضغط الدم، نبض سريع في القلب ودوخة. ومع إرتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، يزداد خطر العقارب، فلا يكاد يمر يوم إلاّ وتحدث حالة لدغ.

في هذا السياٌق، كشف المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، التابع لوزارة الصحة، أن أكثر من 25 ألف مغربي تعرضوا للسعات العقارب، خلال السنة الماضية، 24.52 في المائة منهم، أطفال دون السن الـ 15 سنة، أي حوالى 6.333 حالة.

وتوضح الأرقام المذكورة، أن حوالى 53 مواطناً توفوا في عام 2016، نتيجة إصابتهم بتسمم لسعات العقارب.

المصل المضاد

وتؤكد وزارة الصحة، أن نسبة الوفيات بسبب لسعات العقارب، تقلصت بفضل الاستراتيجية الوطنية من 2,37 في المائة سنة 1999، إلى0,21 في المائة سنة 2016. حيث تم تزويد المستشفيات بالمناطق الأكثر إصابة، بالمعدات الطبية والأدوية الضرورية. كما تم توزيع كميات كافية من تركيبة دوائية، ضد لسعات العقارب. وتشير الوزارة إلى أن المصل المضاد للعقارب، لم يعد مستعملاً، لعدم فعاليته العلاجية.

لكن  الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة،  لها رأي أخر، إذ دقت ناقوس الخطر، بسبب عدم إستعمال هذا المصل، المضاد للعقارب في المستشفيات ومراكز الإستشفاء. ودعت في تقرير لها، إطلعت عليه “غرين إريا”، إلى إعادة توزيع هذا المصل، لإنقاذ الآلاف من الأشخاص، الذي يتعرضون إلى خطر الموت، جراء لسعات العقارب.

ووفقا للشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة “لا يكاد يمر يوم، إلاّ وتحدث حالة لدغ لشخص من عقرب. إلا أن الأمور قد  تصبح  معقدة  وتؤدي إلى الوفاة، في حالة غياب الأمصال ووحدات الإنعاش الطبي المستعجل والقريب من السكان”.

حملات توعية

تقوم وزارة الصحة، فضلاً عن المجتمع المدني بالمغرب، بحملات لتوعية المغاربة لتجنب لسعات العقارب.

يقول منعم عبد الحق (ناشط في جمعية)، إن “من بين ضحايا لسعات العقارب أطفال صغار، لهذا، يجب على الآباء ألإنتباه لهم باتباع مجموعة من التدابير، لتفادي تعرضهم لخطر التسمم، كمنعهم من إدخال الأيادي في الحفر؛ وعدم الجلوس على العشب وبجانب الأكوام الصخرية، فضلاً عن ضرورة إرتداء أحذية وملابس واقية”.

ويؤكد منعم، في حديثه لـ”غرين إريا”، أن من المعروف في بعض المناطق المغربية، إستخدام الوسائل التقليدية لعلاج لسعات العقارب، مثل شفط أو مصّ اللدغة، أو إستعمال بعض الأعشاب. وهذا خطير على المصاب ويمكن أن يضاعف من خطورة الوضع.

ومن بين نصائح وزارة الصحة لتفادي لسعات العقارب  “إزالة الأعشاب المتواجدة قرب المنازل، صيانة الساحات المحيطة بها، إغلاق الفتحات والثقوب التي قد توجد على مستوى الجدران والأسقف، بالإضافة إلى تبليط الجدران داخل المنازل وخارجها، لتصبح ملساء على ارتفاع متر، على الأقل. لمنع العقرب من تسلق الجدران والولوج إلى المنازل. وللحيلولة دون إيجاد هذه الحيوانات، مخابئ لها، من الضروري تخزين الخشب والمتلاشيات في أماكن خاصة”.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This