بدأت قضية الصيد البري تتفاعل مع مباشرة وزير البيئة توقيع الرخص لمن اجتازوا الامتحانات المقررة بنجاح، وعلى بعد نحو ثلاثة أشهر من إطلاق موسم الصيد، ويبدو أن ثمة كثيرين بدأوا من الآن طرح بعض الملاحظات حول نوع الطرائد المسموح صيدها، وهذه إشكالية غالبا ما تطاول الأنواع والأسماء المعروفة بها، إذ أن هناك طيورا لها أكثر من اسم بحسب المنطقة، ففي بعض المناطق اللبنانية يعرف الحسون باسم “الشويكي”، وهكذا دواليك.
ولا يقتصر الأمر على أنواع الطيور فحسب، وإنما يطاول أيضا أسماء النبات، خصوصا وأن ثمة تسميات عدة لنوع واحد، وإن كان هناك اسم علمي لكل نوع، إلا أن التشابه بين نوعين من الطيور يبقي الأمر ملتبسا، وبحاجة لرأي علمي حاسم يوقف الجدل القائم حاليا حول الطيور المسموح أو الممنوع صيدها تبعا لمضمون القرار الصادر عن وزارة البيئة.
أسطه: فوضى مرخصة!
في هذا السياق، طالب الصياد والمهتم بمجال الطيور ماهر أسطه لـ greenarea.info “ببعض الإيضاحات القانون الحالي كي لا نقع بالمحظور”.
وقال: “نحيا لحظات تاريخية مهمة حول الصيد البري في لبنان، لحظات طال انتظارنا لها مثلنا مثل كل صياد شريف حرم من ممارسة هوايته بشكل قانوني على مدى اعوام من الفلتان والفوضى، ومن هذا المنطلق لن ننتقد القانون، أو نطالب بزيادة انواع لهذا الموسم، وبالنسبة للموسم القادم فهناك حديث آخر”.
وأضاف أسطه: “لا زلنا ننتظر إجابات واضحة على اسئلة عدة، ومنها: ذكر القانون “المطوق” كطريدة صيد، كل صياد لبناني يعلم ان المطوق هو eurasian skylark, لكن دليل الصياد وحتى طابع الصيد ذكرا العتريس calandra lark, تحت اسم “مطوق”. فالسؤال هنا: هل المقصود بكلمة “مطوق” بالقانون كل عائلة المطوق والتي تشمل القوبرة والمويت والعتريس والمطوق الجردي وغيرها؟ ام ان المقصود هو فقط العتريس calandra lark وباقي الأنواع محميه بموجب القانون؟”.
وأردف: “كذلك الأمر بالنسبة لكلمة (السمن) فهل تشمل كل فصيلته مثل السمنة المصرية والشحرور وسمنة الصخر وغيرها؟ وكلمة (كيخن) فهل تشمل كيخن التفاح وكيخن اللزاب؟”.
وختم أسطه: “كلنا نريد ان نكون قانونيين فساعدونا كي لا نخالف القانون من دون ان نعلم، المطلوب ايضاح الأمور بأسرع وقت كي لا ننتقل من فوضى من دون رخصة الى فوضى مرخصة”.
جرادي: التحديد ليس أبديا
من جهتنا، حملنا جملة الأسئلة التي طرحها أسطه وتلك التي ما تزال قيد التداول بين الصيادين، إلى البروفسور في علم الطيور البرية وبيئتها الدكتور غسان جرادي، فقال: “بخصوص وقائع الصيد في لبنان احترم ما جاء على لسان الصديق العزيز ماهر أسطة بخصوص الصيد والأنواع، وأفيد بما يلي للتوضيح والتعاون المستقبلي، إن تحديد أنواع الطرائد المسموح صيدها يقوم به معالي وزير البيئة بناء على اقتراح المجلس الأعلى للصيد البري، بناء على المادة 4 الفقرة “أ” من قانون الصيد البري رقم 580/2004، إذن إن الأنواع لم يحددها نص القانون كما جاء في الإستفسار”.
وأضاف: “إن هذا التحديد ليس أبديا، إذ يتغير مع المعطيات العالمية والمحلية المتوفرة، فإن طائر الترغل كان على سبيل المثال على لائحة الطرائد المسموح صيدها منذ الإجتماعات الأولى للمجلس الأعلى للصيد البري، ومن ثم تمت إزالة هذا النوع عن اللائحة في آذار 2016 من قبل معالي وزير الوصاية، بناء على اقتراح المجلس الأعلى للصيد البري الثالث بموجب المادة 4 الفقرة “ب” من قانون الصيد، بعد أن أعلن المجلس الدولي لصون الطبيعة والمجلس الدولي لحماية الطيور أن هذا النوع أصبح على لائحة الأنواع المهددة بخطر الإنقراض ويتوجب حمايته”.
وأردف جرادي: “للعلم، فإن إزالة الترغل عن لائحة الطرائد المسموح صيدها هي إزالة مؤقتة لريثما يتحسن وضع هذا النوع عالمياً، وفي الخلاصة إن تحديد الأنواع المسموح صيدها يتم سنوياً بناء على التقارير العلمية المحلية والعالمية وهو ليس تحديداً أبدياً. وهذا يعطي فرصة لإبداء الرأي سنويا، وبناء عليه فإن زيادة الأنواع أو خفض عددها كما أن زيادة أو خفض عدد الأفراد المسموح صيدها من كل نوع، يخضع لمناقشات ضمن المجلس الأعلى للصيد البري الذي يمثل عدد من الوزارات، وفيه على سبيل المثال وليس الحصر ممثلين عن التجمع اللبناني للبيئة والإتحاد اللبناني للرماية والصيد والمجلس الوطني للصيد البري. إن هؤلاء اجتمعوا في السابق مراراً واتفقوا على ما يلي: أن المطوق هو نوع من القبرة له طوق (أسود اللون) أي الـ Calandra Lark بسبب كثرتها ووفرتها مع أنها أيضاً مفرخة. واتفقوا أن القبرة الشرقية التي لها طوق مماثلBimaculated Lark ليست على لائحة طرائد الصيد بسبب تفريخها وندرتها معاً”.
صعوبات جديدة على تطبيق قانون الصيد
وقال: “كما أن الصياد يمكنه أن يفرق بسهولة بين النوعين بالنظر إلى أسفل الجناح، ويستطيع أن يميز بين المطوق الحقيقي وقبرة السماءSkylark التي ليس لها طوق. إضافة إلى ذلك، فإن السماح بصيد قبرة السماء سيمنح الصيادين فرصة صيد بقية أنواع القبرة بسبب تشابهها وصعوبة الفصل بينها. وأود هنا أن أوضح أنه ليس هنالك في الطيور عائلة إسمها عائلة المطوق كما جاء في الإستفسار”، لافتا إلى أن “أنواع الطيور تحظى بأسماء مختلفة حسب المناطق التي تشاهد فيها. وهذا الأمر يضيف صعوبات جديدة على تطبيق قانون الصيد. فالمطوق في الجنوب على سبيل المثال يسمى “دلي” وفي أماكن أخرى يسمى عتريس وهناك عدد لا بأس به من الصيادين يخلطون ما بين القبرة، وبالتالي المطوق الذي ينتمي إلى عائلة القبريات وبين “المويت” الذي ذكره الصديق ماهر والذي ينتمي إلى عائلة القوبع”.
وأضاف جرادي: “إذا ما تم السماح بصيد قبرة السماء فإن الصياد سيصطاد 14 نوعاً من عائلة القبرة التي ينتمي إليها المطوق، و8 أنواع من المويت الذي ينتمي إلى عائلة مختلفة تماما (القوبع)، ومع ذلك فإن الصيادين في هذه الأيام يعتبرونه من أنواع المطوق. وفي كلتي العائلتين أنواع مهددة يجب حمايتها”.
ورأى أن “السمن لا يشمل أنواع الشحرور ولا سمنة الصخور أو السمنة الزرقاء… الخ من أنواع عائلة السمامن السبعة الموجودة في لبنان بل حصر المجلس الأنواع بالكيخنFielfare والسمنة المغردة Song Thrush السمنة المصرية حسب تسمية الصيادين وهي ليست سمنة مصرية، وهي الأكثر توافراً، وسمنة الدبق Mistle Thrush، كما قلل من عدد أفراد نوع الكيخن التي يمكن صيدها نظراً لقلتها”.
ونوه جرادي “بالصيادين الحريصين على حماية الطيور من غير الطرائد”.