إرادة الحياة دائماً أقوى من أي مشكلة، مهما إختلف نوعها، والللبنانيون أثبتوا على مرّ السنين، حبّهم للحياة رغم قساواتها. ورغم الحروب والتخوّفات الأمنية وتردي الوضع الإقتصادي، نرى المواطنين موزّعين في مختلف المقاهي، المطاعم أو النوادي الليلية، متذرّعين بمقولة ” شو آخدين من هالدني”.

نحن فعلاً ضيوف على هذه الأرض و”مش آخدين معنا شي”. لكننا “عشنا وشفنا”، بينما هناك كثير من الأطفال الذين ما زالوا في عمر الحضانة، يحاربون بكل ما فيهم من قوة، كي يطيلوا مرحلة عيشهم. هي إرادة الحياة المترسّخة في نفس الإنسان، منذ تكوينه في أحشاء أمّه.

تشير بيانات السجل الوطني للسرطان (ما قبل 2006)، إلى تسجيل  8000 حالة سرطانية جديدة سنوياً، بينها 4000 حالة بحاجة الى أدوية سرطانية. أما حالات السرطان الحاصلة لدى الأطفال، ما دون 15 سنة، فقد بلغت نسبة 2.13 في المائة من إجمالي الحالات، أي ما يقارب 187 حالة جديدة من السرطان.

لا أرقام دقيقة ولا إحصاءات رسمية حول عدد المصابين بمرض السرطان، في السنوات الأخيرة، كباراً وصغاراً. إلا أن الكلفة المادية، الجسدية والمعنويّة، لعلاج طفل مريض بالسرطان واضحة، مؤلمة ومطلوب تأمينها  بسرعة.

المنسّق التنفيذي لجمع التبرّعات في مركز سرطان الأطفال في لبنان، شارل الحلو، يشير في حديث لـ Greenarea.me، إلى أن كلفة علاج كل طفل سنوياً، تصل إلى حوالى 55  ألف دولار، لفترة تمتد من سنتين إلى ثلاث سنوات، حسب نوع المرض.

ولكي لا يموت أي طفل بسبب الفقر وعدم قدرته على تحمل مصاريف العلاج، يؤمّن المركز كل المتطلبات لجميع الاطفال، بشكل مجاني، بالإعتماد على  التبرّعات. ويعالج 230 حالة سنوياً، مسجّلاً معدلات شفاء تتجاوز 80 في المائة لبعض الأنواع من السرطانات. و92 في المائة لمرض اللوكيميا.

ربما تكفي اللبناني همومه ومصاريفه، إلا أن التبرّع هذه السنة لهؤلاء الأطفال المرضى، لن يكلّفه أية مصاريف إضافية، بل كل ما هو مطلوب، أن يتناول الطعام في أي وقت من شهر تموز- يوليو 2017 في إحدى المطاعم المشاركة في حملة eat out for life . فيكون بذلك قد ساهم في علاج أطفال مصابين بالسرطان، من دون أي كلفة إضافيّة على الفاتورة.

هي حملة سنويّة يقوم بها المركز، لتأمين كلفة علاج أربعة أطفال، تصل إلى حوالى 220 ألف دولار أميركي، بدأت منذ العام 2011 واستمرّت إلى اليوم، مع زيادة سنوية في أعداد المقاهي المشاركة في مختلف المناطق اللبنانيّة وبموازنات ترضي المستويات كافة.

نحن فعلاً “مش آخذين معنا شي”، إلاً أن هذا المرض قد يخترق جسد أي كان، من دون إستئذان. وبالتالي، “مش خسرانين شي” إذا رفّهنا عن أنفسنا وتناولنا طعامنا في الأماكن المذكورة في اللائحة. وساهمنا في علاج طفل نهش المرض عظامه وتغلغل في خلاياه وأنهكه.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This