أثار اصطياد قرش علِق بشباك الصيادين في المغرب مخاوف العلماء، ولا سيما منهم المختصون بالأحياء المائية في البحر الأبيض المتوسط، خصوصا بعد أن تبين أن القرش ينتمي لفصيلة نادرة ومهددة على نحو كبير، ما يستدعي اتخاذ تدابير على مستوى دول حوض المتوسط، في سياق خطة مشتركة تمنع صيده بالتعاون مع جهات دولية معنية بالحفاظ على الأنواع المهددة، ولا سيما منها.
إن تزايد المخاطر التي تتهدد أنواعا بعينها، يتطلب جهودا مشتركة ومتابعة حثيثة من قبل الحكومات والدول، فانقراض نوع من الأنواع تترتب عليه نتائج سلبية، لجهة الإخلال بالنظم الإيكولوجية، ولن بكون الإنسان بعيدا من تبعات ليس ثمة من يقدر حجم نتائجها، وهذا ما يفسر قلق العلماء.
علق في الشباك
فقبل أيام عدة تم صيد قرش مهدد بشكل حاد في منطقة المضيق، أو الحسيمة وهي مدينة ساحلية في المملكة المغربية، وبحسب الناشط البيئي والمسؤول في “جمعية ابطال الفنيدق للصيد البحري” يونس بغديدي، وفي حديثه لـ greenarea.info أكد بعد متابعته ميدانيا أن “الصياد لم يتعمد صيده”، لافتا إلى أن “الصياد كان في رحلة صيد مع زملاء له وكانوا بصدد صيد السردين”، وأكد بغديدي أنه في “هذه الأثناء حضر القرش ليتغذى على الأسماك وعلق في الشباك”.
وقال: “يعتبر هذا القرش من أكثر أنواع القرش هشاشة، وهو عرضة للخطر في الكثير من المناطق، وعرضة لخطر الانقراض”، لافتاً إلى أن “هذه الانواع كثيرة الترحال وتتكاثر بأعداد منخفضة وتتعرض للعديد من المصايد بسبب الطلب الشديد على لحومها، على الرغم من اجراءات الحظر الاقليمية لم يتم التبليغ بصورة وافية عن نفوق القرش المعروف بـ (القرش الدراس) على المستوى العالمي”.
على القائمة الحمراء
وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى المجموعة المتخصصة في أسماك القرش التابعة لـ “الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة” International Union for the Conservation of Nature الــــــ IUCN، صنفت أنواع “القرش الدراس” في خانة “الهشة عالميا” ووضعها على “القائمة الحمراء” Red List.
كما تعتبر فصيلة “الدراسات” Alopias vulpinus ثاني فصيلة عرضة للخطر بين أنواع القرش.
باريش: مهدد جدا في المتوسط
وبحسب أخصائي البيولوجيا البحرية وعلوم البحار البروفسور ميشال باريش، فقد أكد لـ greenarea.info أن “هذا القرش يسمى بالعربية ثعلب أبو ذنب ويعرف بالقرش طويل الذيل، اسمه بالانكليزية Thresher shark اما اسمه العلمي فهو Alopias vulpinus”.
وقال: “يتواجد هذا القرش في البحار المعتدلة والمحيطات (الأطلسي والهندي والهادئ)، ويعتبر هذا النوع مهددا بشكل حاد في كافة المحيطات، وبشكل حاد جدا في البحر الأبيض المتوسط”.
وتابع باريش أنه “على الرغم من رؤيته في المياه الضحلة او بالقرب من الشواطئ الا انه بالاستناد الى موائله وعلم الحياة، يفضل القرش الطويل البحار المفتوحة على عمق يتراوح بين 50 و800 متر”.
شائع الصيد في تركيا والجزائر
وأضاف أن “حجم طوله الكلي يتراوح بين 150 و350 سم والحد الأقصى يصل الى 600 سم، له رأس قصير مقدمته خالية من الأخاديد، فمه صغير، عيناه صغيرتان عند جانبي الرأس، وجانب بطنه ابيض، وما يميزه هو ذيله الطويل الذي يشبه ذيل الثعلب ومجموع طوله من ناحية الفص العلوي هو اطول من مجموع طول جسمه”.
وأشار باريش إلى أن “هذه الانواع تتغذى على أسراب السمك ورأسيات الأرجل والقشريات، وتسبح منفردة وهي واحدة من عدد قليل من الانواع المعروفة التي تقوم بالقفز من الماء كحركة الدلافين، ويسمى هذا السلوك (اختراق)”.
وختم باريش: “هذه الانواع بطيئة النضوج والنمو، وهي بيوض ولود تحمل البطن من جنينين الى سبعة اجنة، ويستهدف هذا القرش ويتم اصطياده عرضاً في العديد من المصايد الساحلية وفي عرض البحار، نادر الى عرضي في خيوط الشراك والشباك المشربكة او المبطنة، وهو شائع الصيد في تركيا والجزائر”.
