يتكرّر الحديث يومياً عن أبحاث ووسائل جديدة لمحاربة مرض السرطان “القاتل السريع” الذي يفتك بالمريض ببشاعة معرّضاً إيّاه لكل أنواع العلاجات الكيميائية والعمليات الجراحية.
وكحلّ وقائي من جهة وعلاجي من جهة أخرى، يعود الحديث اليوم عن “علاج هرموني طبيعي” للحدّ من تفشّي إنتشار الأورام السرطانية. وبين معترض عليها، متحفّظ ومؤمن بها، تنوّعت آراء أصحاب الإختصاص من الطب النسائي، الطب الداخلي إلى المتخصصين في علاج مختلف الأنواع السرطانية.
رجيلي: فحوصات مسبقة ضرورية
أجمع كل الأطباء على ضرورة إستشارة الطبيب المختص قبل الإتجاه نحو أي علاج مطروح، أما المتخصص في العلاج الهرموني وطب الشيخوخة جيلبير بو رجيلي، فيشير في حديث لـ greenarea إلى تطوّر شهده العلاج الهرموني، الذي ظهر في الستينات، ووصل إلى حدّ إيجاد تركيبة علاجية جديدة ومبتكرة من الأدوية شبيهة للهرمونات الطبيعية في جسم الإنسان، تجنّباً لأية أعراض جانبية. تأتي هذه الأنواع من العلاجات على شكل كريمات أو حبوب تؤخذ تحت اللسان للوقاية من السرطان والحد من أي إضطرابات هرمونية قد تساهم في إنتشار المرض بشكل أسرع عند النساء أو الرجال على حدّ سواء.
رغم تفاؤله بهذا النوع من العلاج، يشدّد بو رجيلي على أهمية فحص مستوى الهرمونات في جسم المريض قبل بدء أي عملية علاجيّة، فضلاً عن إستفادة المرضى ما فوق الخمسين من العمر من مفاعيله، تجنّباً لأي إضطرابات هرمونية قد تؤثّر على وظائف أعضاء الجسم. إلا في حالات إستثنائيّة، لدى ملاحظة الطبيب المختصّ لأعراض خلل هرموني عند الأشخاص الأقل سناً.
مغربل: علاج على شكل حقن تحت الجلد
يعتبر سرطان البروستات، الغدة الدرقية والثدي، من أكثر الأنواع المرتبطة إرتباطاً مباشراً بالهرمونات التي يفرزها جسم الإنسان. وبالتالي فمن الطبيعي أن يكون العلاج الهرموني مفيداً لها.
في هذا السياق، يتحدّث المتخصّص في المسالك البولية الدكتور سليم مغربل لـ greenarea عن علاقة العلاج المذكور بسرطان البروستات. ويشير إلى أن علاج هذا النوع من السرطانات يتطلّب وقف إفراز خصيتي الرجل هرمون التستوسترون المغذّي للسرطان، بالتالي فإن العلاج الهرموني يكون على شكل حقن تحت الجلد كل ثلاثة أشهر للحد من تطوّر المرض في البروستات، إضافة إلى عملية جراحية لتنظيف المنطقة المتضررة، فضلاً عن العلاج الإشعاعي خصوصاً لدى كبار السن الذين لا يتحملون نتائج عمليات جراحية متكررة.
شاهين: الطبيب يحدد طريقة العلاج
المتخصّص في علاج الأمراض السرطانية الدكتور جورج شاهين يوافق مغربل في اعتماد العلاج الهرموني كوسيلة للحد من توسّع إنتشار المرض في الجسم، إلا انه شدّد في المقابل على عدم وجود أي علاج هرموني طبيعي، إنما أدوية مركّبة علاجية هرمونية تساهم في الحد من إنتشار سرطان البروستات، الغدة الدرقية والثدي. ومنها ما يمكن أن يكون وقائياً أو علاجياً. إلا أنه شدد على أن الأمر الأساسي يتركّز على تحديد الطبيب المختصّ للطريقة والوسيلة الأنسب في العلاج.
قطّان : الخلل الهرموني سبب سرطان البروستات والثدي
المتخصّص في معالجة الأمراض السرطانية الدكتور جوزف قطّان، يستطرد في الشرح ليشير في حديث لـ greenarea، أن الخلل الهرموني الذكوري مسؤول عن حوالى 90% من حالات سرطان البروستات، فضلاً عن أن الخلل في الهرمون الأنثوي “الإستروجين” هو المسؤول عن حوالى 60% من سرطان الثدي لدى النساء.
في المقابل،شدّد قطان على أهمية التنبّه لأن تكون العلاجات المطروحة والمتّبعة موثّقة من وكالة الأغذية والأدوبة الأميركية، مشيراً إلى انتشار أدوية صينية في الأسواق اللبنانية غير مصدّقة من الـ FDA.
قبرصلي : أعراض جانبية غير مؤثّقة
أثنى المتخصص في علاج الأمراض السرطانية الدكتور باسم قبرصلي على تنبيه زميله قطّان بضرورة التأكد من صحة العلاجات الهرمونية من قبل الـ FDA، قبل إعطائها لأي مريض، خصوصاً وأن هذا النوع من العلاج ليس مستجدّاَ. وشدّد بالتالي على ضرورة توخّي الحذر قبل إعطاء أي علاج للسرطان أو غيره، خصوصاً وأن العلاج الطبيعي الهرموني ما زالت أعراضه الجانبية غير معروفة. مشيراً إلى أنه حتى الاوميغا 3 مع كل حسناتها، فقد تتغيّر هويتها العلمية عند تعرّضها لدرجة حرارة عالية.
جرجورة : للفصل بين المتممات الغذائية والأدوية المركّبة
من جهة أخرى شدد المتخصص في الطب النسائي الدكتور باسكال جرجورة على أهمية العلاج الهرموني لدى إعطائه بشكل صحيح، وتحدّث لـ greenarea عن وجود هرمونات طبيعية لا تخضع لدراسات علمية موثّقة ولا تخضع للرقابة، بل تباع في الأسواق على شكل متممات غذائية. إلا أن الدواء الهرموني المركّب، فهو بحسب جرجورة خاضع للرقابة وموثّق من المراجع العلمية التي تنصح به كعلاجات للحد من إنتشار سرطان الثدي، القولون والرحم. فيقول: “أنا من الأطباء المحبّذين للعلاج الهرموني خصوصاً وانه يخفف من خطر الجرحة القلبية عند المرأة، شرط معرفة التوقيت المناسب للإستعانة به”.
لم يختلف رأي المتخصص في المسالك البولية الدكتور ميشال جبور عن زملائه بعدم وجود أدوية هرمونية طبيعية، واعتبر، في حديث لـ Greenarea ، إستعمال الأدوية الهرمونية المركّبة أمر أساسي للحد من توسّع إنتشار المرض دون ان تكون لها أي قدرة وقائية.