\يزخر المغرب بإمكانات بيئية هامة، جعلته قبلة للراغبين في الإستمتاع بمناظره الخلابة، كما الإستفادة مما تجود به الطبيعة من منابع لمياه معدنية صحية، ورمال ذهبية في الصحراء المغربية ربطاً بمنافعها الصحية. الأمر الذي أهّل المغرب أن يصبح وجهة للسياحة العلاجية التي باتت متنشرة في الآونة الأخيرة.
مياه معدنية كبريتية
يتمتّع المغرب بمنابع طبيعية لمياه معدنية كبريتية، مثل منطقة “سيدي حرازم” و”مولاي يعقوب”، قرب مدينة فاس وسط المغرب، تقدم وصفات علاجية مضمونة للمرضى المصابين بأمراض جلدية، بسعر رخيص وفي متناول الجميع.
سرّها العلاجي ينبع من مياهها الدافئة التي تبلغ درجة حرارتها في نقطة إندفاعها من باطن الأرض عن عمق 1200م، 54 درجة مئوية، إضافة إلى غناها بالكالسيوم، المغنيسيوم، الصوديوم والنترات، الأمر الذي يساعد في علاج مشاكل المسالك البولية وخصوصاً عملية تفتيت الحصى في الكلى.
هذه الفوائد تجذب المواطنين المغاربة والسياح الأجانب، خصوصاً وأن منطقتي مولاي يعقوب وسيدي حرازم تتوفّر فيهما حمامات ومسابح للإستجمام والتمتّع بالمياه المعدنية. فضلاً عن المرافق السياحية المتعددة والفنادق الفخمة.
التدواي برمال “مرزوكة”
لمن يرغب في التداوي بالرمال الدافئة، ليس عليه سوى التوجه إلى منطقة “مرزوكة”، جنوب المغرب الغنية بتلك الرمال، والمستقطبة لآلاف السياح صيفاً طمعاً بالتداوي برمالها ورغبة في التعرف على نمط حياة ما تبقى من قبائل رحّل في هذه المنطقة، فضلاً عن الإستمتاع بجمال غروب الشمس في تلك المنطقة.
يشرف أبناء المنطقة من قبائل الرحل القديمة على عملية طمر الراغبين في التداوي بحرارة الرمال، فيعدون المئات من الحفر عند مشرق كل يوم، وتترك لساعات تحت حرارة الشمس كي تدفئ جيدا قبل أن تطمرأجساد الراغبين في العلاج داخلها خصوصاً من آلام الروماتيزم والعظام. تدوم تلك العملية من خمس الى عشر دقائق، تزامناً مع شرب مستمر للمياه الدافئة وشاي الأعشاب، قبل التوجه الى الخيمة من أجل الراحة والتعرق لتليها مرحلة الإستحمام ، إلا وأنه كي يكتمل العلاج من الأفضل تكرار العملية لمدة ثلاثة أيام على الأقلّ.
في السياق نفسه، تجدر الإشارة إلى أن هذا الامر يتطلّب إمساك الزائر أو المريض عن الطعام والمياه وخصوصاً المشروبات الباردة أو المثلجة، فضلاً عن إجباره إستعمال بطانية مباشرة لدى خروجه من الحفرة تجنباً لأي تيار هوائي.
