يجوب خمسة نشطاء من لجنة مناهضة ذبح الطيور (CABS) Committee Against Bird Slaughter عدة مناطق لبنانية بحثاً عمن يرتكبون المجازر بحق الطيور المقيمة والمهاجرة.
تحظى الزيارة بدعم من كلودين عون روكز المساعدة الخاصة لرئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، الذي إختار قبل أشهر ان يطلق حملة لحماية الطيور المحلقة والمهاجرة فوق سماء لبنان في رحلتها السنوية بين أوروبا وأفريقيا.
ويقع لبنان في ثاني أهم معبر للطيور المهاجرة حول العالم. ويعتبر مسار حفرة الانهدام _ البحر الأحمر ثاني أهم مسارات الطيران للطيور المهاجرة في العالم (الطيور الجارحة، اللقالق، طيور البجع وطيور أبو منجل) يستخدمه 37 نوعاً من الطيور الحوامة المختلفة، بما في ذلك خمسة أنواع مهددة بالانقراض عالمياً.
ويشير تقرير المجلس العالمي لحماية الطيور Birdlife International أن حوالي 248 طائر يقتل في الكيلومتر المربع سنوياً في لبنان، وهناك 327 نوعا من انواع الطيور المقيمة والمهاجرة في لبنان، 59 بالمئة من انواع هذه الطيور يتعرض لجميع انواع الصيد الجائر، ويبلغ مجموع الطيور التي تقتل سنوياً في لبنان حوالي 2.6 مليون طائر.
يؤكد أكسل هيرشفيلد مدير الفريق الذي يزور لبنان، ان هذه الزيارة من شأنها ان توثق العديد من المخالفات التي ترتكب رغم الوعود الحكومية بإنفاذ قانون الصيد البري الذي صدر قبل سنوات ولم يطبق الى اليوم.
ويضيف هيرشفيلد اخترنا التوقيت جيداً، قبل أسبوع واحد من بدء موسم الصيد في ١٥ ايلول بحسب ما أعلن وزير البيئة اللبناني طارق الخطيب. ونتعاون مع جمعية حماية الطبيعة في لبنان التي تعمل منذ عقود من أجل تشجيع ممارسات الصيد المسؤول، ولقد وضعنا سوياً خريطة طريق من أجل نجاح المبادرة التي تهدف الى حماية الطيور من القتل العشوائي.

21231315_1832573296757015_8712727936687616537_n

يؤكد ادونيس الخطيب، رئيس مركز الشرق الاوسط للصيد المستدام الذي ينسق اعمال فريق لجنة مناهضة ذبح الطيور، انهم زاروا عدة مناطق في كسروان وجبيل وصولاً الى شمال وشرق لبنان، من أجل رصد الانتهاكات وتوثيقها مستعينين بكاميرات ومناظير مراقبة.
المخالفة الأولى التي اعلنت عنها اللجنة كانت في منطقة الزعرور في قضاء المتن، حيث شوهد رجل يصطاد خارج موسم الصيد. وسرعان ما ابلغت اللجنة من خلال جمعية حماية الطبيعة في لبنان، القوى الامنية بهذه الواقعة، ولقد حضرت دورية من الدرك الى المنطقة بعد اقل من ١٥ دقيقة على ابلاغها، حيث جرى تقديم أدلة حول مخالفة الصياد للقانون وجرى تسطير ضبط بحقه وفتح محضر بالحادثة.
في مزعة بيولاند في صغار – قضاء البترون، والتي تعتمد على الزراعة العضوية، التقت كلودين عون روكز بفريق لجنة مناهضة ذبح الطيور، وذلك خلال احتفال اقيم، الأسبوع الماضي، لمناسبة اطلاق خارطة الطريق من أجل الصيد المسؤول، حيث أكدت دعمها وتجاوبها مع الحملة التي تقوم بها (CABS) وتستمر من ١ حتى ١١ أيلول (سبتمبر) الجاري.
IMG_1532

روكز قالت في كلمة القتها بالمناسبة أنها ” كبرت في منزل يحترم الطبيعة، ويقدس علاقتها بالإنسان. ففخامة الرئيس يقول: “الله خلق لنا الطبيعة عالما حيا متنوعا ومتوازنا بأبعاد ثلاثة: انسانية، حيوانية، ونباتية، وإذا فقد الإنسان أحد هذه الأبعاد، سيصل إلى فقدان ذاته، ويصبح هو تاليا برسم الإنقراض”. ولأن الطبيعة هي دورة حياة، يشكل كل عنصر فيها الركن الأساس في استمرار الآخر، وإذا ما سقط أحدها، فحتما ستسقط جميعها، كان لا بد من العمل على الحفاظ عليها وحماية جميع عناصرها”.
وأضافت: “من هنا، وانسجاما منه مع خطاب القسم، بادر فخامة الرئيس إلى العمل على حماية الطبيعة، فكانت البداية بإطلاق حملة توعية لحماية الطيور المهاجرة التي هي ثروة عالمية، حيث شدد على إقامة معاهدة بين الإنسان والشجرة، كما بين الإنسان والعصفور، بدلا من الاعتداء عليهم، لأنهم السبب الأساس في استمرار الحياة. بعدها كان إقرار قانون حماية الحيوانات والرفق بها بعد ثماني سنوات من الانتظار، والذي يحمي الحيوان من أي اعتداء. قانون هدفه الأساس إنسان حضاري قبل حماية الحيوان. ولكن، نحن نعي أن القوانين وحدها لا تكفي، لذلك لا بد من العمل على إقامة معاهدة سلام بين الإنسان وكل ما يحيطه من نبات وحيوان، وهذه المعاهدة لا يمكن أن تقوم إلا من خلال التوعية ونشر ثقافة احترام الطبيعة وحمايتها، بما لذلك من ارتدادات إيجابية على حياتنا. نحن على قناعة بأن هذه التوعية يجب أن تكون موجهة لكل من حولنا بشكل عام، ولأطفالنا بشكل خاص، وبكل السبل المتاحة، لأنه بقدر انتشارها، بقدر ما يكون غدنا أفضل”.
روكز اختتمت النشاط باطلاق مجموعة من طيور نقار الخشب المهدد بالانقراض. ولفتت الى ان هذه الخطة رمزية بهدف تشجيع المحافظة على الطيور النادرة والتي يحرم صيدها قطعياً. ويمتاز طائر نقار الخشب السوري بوجود “شارب” أسود اللون لا يتحد مع منطقة ما خلف الرقبة السوداء أيضا وبلون باهت أكثر في منطقة ما تحت الذنب، وبمنقار صلب طويل يحفر به الخشب كالمطرقة، وفي الطبيعة يسمع المرء صوته ونقره أكثر مما يراه.
بدوره يؤكد مدير جمعية حماية الطبيعة في لبنان SPNL أسعد سرحال ان هذه الخطة هي بمثابة خريطة طريق لحماية الطبيعة والبيئة والطيور وستنفذ بالتعاون مع البلديات والمجتمع المدني والهيئات المحلية على مدى خمس سنوات وذلك بعد مشاورات وورش عمل عقدت في مركز “حماة الحمى” في لبنان ـ نادي البقاع الغربي في خربة قنافار.
يقول سرحال الذي شغل لسنوات منصب ممثل الجمعيات البيئية في المجلس الاعلى للصيد، ان جمعية SPNL وهي الشريك الوطني للمجلس العالمي لحماية الطيور Birdlife International قد وجدت حلاً مثالياً لتطبيق قانون الصيد يتمثل بحصر الصيد ضمن مناطق محددة في المشاعات العامة للبلديات في عدد من المناطق اللبنانية تكون واضحة المعالم ومحاطة بالحراس لضمان الدخول المراقب والآمن للصيادين اليها، وضمان خروجهم باعداد من الطرائد المسموح بصيدها وفق ما ينص عليه القانون بطريقة تسمح بمعاقبة المخالفين.
سرحال متفائل بامكانية تطبيق هذه الفكرة رغم تشكيك البعض. ويعلق قائلاً: “عندما طرحنا انشاء محميات طبيعية في لبنان عقب انتهاء الحرب الأهلية سخر منا العديد من المشككين واليوم المحميات والحمى هي أبرز الانجازات البيئية التي تحققت خلال العقود الثلاثة الماضية”.
ويلفت سرحال أن إنشاء مناطق مخصصة للصيد المسؤول في لبنان هي محاولة لتحقيق التوازن بين احتياجات الحياة البرية، مع احتياجات الناس باستخدام أفضل العلوم المتاحة لضمان الصيد الآمن، وإمكانية حصر الصيد بالطرائد المتاحة باعداد وفيرة ضمن الموقع. وتسند مناطق الصيد المسؤول إلى دراسات علمية لضمان أمن الصيادين والسلامة واستدامة انواع الطرائد من خلال مجموعة من الاجراءات الاحترازية وضمان الادارة السليمة وانفاذ قانون الصيد البري.
ويختم سرحال “الى حين اقرار مناطق الصيد المسؤول وحصر الصيد ضمنها، سنبقى نعمل من أجل تطبيق قانون الصيد على مختلف الاراضي اللبناني، رغم علمنا المسبق ان هذا الامر ليس سهلاً
، ومن هنا جاء تعاوننا مع لجنة مناهضة ذبح الطيور وغيرها من اللجان والمنظمات المحلية والدولية، على أمل ان يكون موسم الصيد هذا العام اقل ضرراً من السنوات السابقة”.
وتنتشر عادات الصيد العشوائي بكثرة في لبنان، أبرزها الصيد في الليل والصيد بالدبق والشبك والأشراك، وفي المدن والقرى ومحلات التنزه والحدائق العامة والمحميات الطبيعية والاماكن المصنفة تراثياً، والصيد في الاراضي الخاصة، وعرض الطرائد المصطادة خارج السيارات وعلى الطرقات العامة، وترصّد الحجال والاحتيال عليها بجذبها من خلال استعمال آلات التسجيل التي تصدر أصواتاً شبيهة بأصوات الطيور والحيوانات.والمطاردة بواسطة السيارة والانوار الكاشفة، والصيد في المناطق الجبلية عندما تكسوها الثلوج بكاملها.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This