يقول مثل روسي “إن المشاريع الجريئة تحتاج إلى عقل يفكر… أما تنفيذها فيتطلب قلباً ينفذ”، هذا المثل يعكس تلك المعادلة بين العقل والقلب، بين التخطيط والقدرة على التنفيذ، ولا يقدم على تبني مشروع جديد غير مطروق من قبل وغريب في الوقت عينه، إلا من يتخطى الخوف ويمضي بمغامرته إلى أقصى الحدود ويترجمها فعلاً على الأرض، ويسقطها من المخيلة إلى الواقع أنَّـى كانت النتائج.
هذا ما يصح على مشروع خطار أبو مرعي، الذي وصل إلى العالمية من خلال مشروع الـ “بت تاكسي” Pet taxi لنقل الحيوانات الأليفة، ليؤكد أن لبنان رغم ما يعاني من مشكلات يظل قادرا على إطلاق أفكار تنافس الدول المتقدمة وتسبقها في بعض الأحيان، حتى أن مشروعه تناولته وكالات أجنبية عريقة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر وكالة “رويترز” العالمية.
حاجة وليس ترفاً
لقد أدرك أبو مرعي تنامي ظاهرة اقتناء الحيوانات الأليفة في لبنان، واستشرف أن الـ “بت تاكسي” Pet taxi سيكون حاجة وليس ترفا كما قد يظن كثيرون، ولا يقتصر الأمر على نقل الحيوانات الأليفة فحسب، وإنما يتعدى ذلك إلى كل أنواع الطيور وبعض الحيوانات البرية، وهذه مشكلة واجهتنا كـ greenarea.info، عندما كنا نعثر على حيوانات وطيور مصابة، وكان يتعذر علينا نقلها إلى مراكز المعالجة، فكنا ننقلها بأنفسنا أو نستعين بسائقي تاكسي لا خبرة لهم بالتعاطي معها.
ومن ثم كم من المواطنين يضطرون لسبب أو لآخر لنقل حيواناتهم الأليفة، وهم في مراكز عملهم غير قادرين على التحرك، خصوصا إن كانت هذه الحيوانات بحاجة للمعالجة لدى طبيب مختص، أو غير قادرين على القيام بهذه المهمة لارتباطهم بموعد أو لظروف عدة؟
حل لمشكلة
كما أن خطار أبو مرعي الحائز على ماجستير في إدارة الفنادق من سويسرا، وهو يتقن خمس لغات، يعمل في تجارة الموز، ويضمن بساتين في بعض المناطق الساحلية، إلا أن عمله التجارة، لم يحل دون إنجاز مشروعه الفريد من نوعه، ليكون أول من نفذ فكرة الـ Pet taxi في لبنان.
وعرض أبو مرعي تجربته لـ greenarea.m، فقال: “في البدء كان لدي سيارة عمومية (لوحة حمراء) وكلب أهتم به وأرعاه، ولاحظت أن هناك مشكلة لجهة أن أصحاب سيارات الأجرة يرفضون نقل الحيوانات الأليفة لعدم قدرتهم على التعاطي معها، أو لأسباب أخرى خصوصا وأن هذا الأمر يتطلب الخبرة والدراية، وهنا تبلورت الفكرة، فقلت عوضا أن أقوم بتأجير سيارتي بلوحتها الحمراء، فلماذا لا أنفذ هذا المشروع وأريح نفسي من مشاكل تأجير اللوحة”.
وأشار أبو مرعي إلى أنه وجد “حلا لمشكلة عالقة بالنسبة لأصحاب الحيوانات الأليفة، وهم طالما عانوا منها، في نقل حيواناتهم من منطقة الى منطقة ومن البيت الى العيادة وبالعكس”.
تعاون مع جمعيات الرفق بالحيوان
وأضاف: “الفكرة حازت على اعجاب الكثيرين، وتلقيت الكثير من الاتصالات الداعمة والمشجعة والمرحبة في لبنان، وقد لفتت الخطوة اهتمام الصحافة الاجنبية، ففي الولايات المتحدة الأميركية، ذكرت إحدى محطات التلفزة العالمية أن لبنان سبق الكثير من الولايات الاميركية في هذا المشروع”.
وقال أبو مرعي: “تلقيت اتصالات ايضا من معظم الجمعيات التي ترعى وتهتم بالحيوانات في لبنان، وجمعيات الرفق بالحيوان، وبدأنا تعاونا في ما بيننا، ولم يقتصر النقل على الكلاب والقطط فحسب، بل قمت بنقل الطيور، ونقلت حيوانا بريا (نمس) في احدى المرات الى العيادة”.
وأشار إلى أن “ما يهمني ان يكون الحيوان الذي اقوم بنقله خال من الامراض (الجرب وغيره) حرصا على سلامة باقي الحيوانات”، ولفت إلى أنه يقوم “بتعقيم السيارة منعا لانتقال عدوى مرض ما من حيوان لآخر”.
وختم أبو مرعي: “لقد واجهت في هذا المجال بعض العقبات، بدأت العمل بسيارة واحدة غطت حاجة بيروت وجبل لبنان والشمال، ثم ابتعت سيارة ثانية لتغطية الجنوب وبيروت”.
