لا يستثني التغيّر المناخي أي صغير بيئي أو كبير، فكما يزيد من حدة الأعاصير من جهة ويساهم في رفع درجات الحرارة في جهة أخرى، يسبّب زلازل في مكان وفيضانات في أماكن أخرى، ها أن دراسة جديدة تظهر وصول تداعياته إلى حد التأثير في أعداد الطفيليات المتناهية الصغر!!

وفقا لدراسة حديثة نشرت في ” جورنال ساينس ادفانسيس”، فقد توصلت دراسة حديثة الى أن التغير المناخي قد يتسبب بانقراض ثلث أنواع الطفيليات على الأرض. وتضم تلك الكائنات الحية المعرضة للانقراض:  الديدان الشريطية، الديدان المدورة، القراد، القمل، البراغيث وغيرها.

يحذر العلماء من إنقراض هذه الكائنات، حيث أنها تلعب دوراً حيوياً في النظم البيئية، وانقراضها سيسبب اضطراباً كبيراً في هذه النظم، فيمكن أن يؤدي إلى غزوات لا يمكن التنبؤ بها للطفيليات الباقية على قيد الحياة في مناطق جديدة، وهو ما سيؤثر على الحياة البرية وعلى البشر، ويساهم بشكل كبير في الإنقراض الجماعي السادس.

الطفيليات هي كائنات تعيش على حساب بنيات، حيوانات أو نباتات، تستخدم الموائل كبيئة لمعيشتها، تشكل مع مضيفها نظام “مضيف- طفيلي” معقد وتحكمها تفاعلات دائمة وعلاقات متكاملة. وبينما تتمتع بسمعة سيئة في نشر الأمراض للبشر والثروة الحيوانية وغيرها، إلا أنها تلعب دوراً مهماً في النظم الإيكولوجية وفقدانها قد يؤدي إلى اضطراب كبير في تلك النظم.

لديها تأثير على الأداء العام للنظم الإيكولوجية، وتلعب دوراً هاماً في المحيط الحيوي. فهي تؤثر ليس فقط على صحة الإنسان ولكن أيضا على الحيوانات والنباتات المستخدمة لإطعام العالم. وهي في نمو دائم وتأثيرها الإقتصادي كبير في العالم.

ولمعرفة كيفية تأثير التغير المناخي على حياة مجموعة واسعة من الطفيليات، بدأ الباحثون تجاربهم على مجموعة تضم الملايين من الكائنات الحية في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي الأميركي، وأمضوا سنوات في تعقب النطاقات الجغرافية للأنواع المختلفة مع العديد من النماذج المناخية للتنبؤ بالتغيرات خلال تلك الفترات والطفيليات التي يمكن أن تختفي في المستقبل. وباستخدام التنبؤات المناخية، قارن الباحثون ما بين 457 نوعاً من الطفيليات يتوقع أن تتأثر بالتغيرات المناخية تحت سيناريوهات مختلفة.

ووجد الباحثون أن متوسط مستوى الإنقراض قد يصل إلى 10% بحلول عام 2070، ولكن المعدل إرتفع إلى الثلث في حال تمت إضافة الكائنات الحية المضيفة (الكائن المضيف هو الذي يستضيف كائناً آخر، إما برغبة منه كحاجته لتبادل المنفعة أو متطفلاً).

وقال كولين كارلسون من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، الذي قاد البحث الجديد: “إن “تباطؤ التغير المناخي له تأثير عميق حقا على معدلات الإنقراض، الطفيليات سوف تواجه بالتأكيد خطر انقراض كبير في الـ50 سنة المقبلة. إنها بالتأكيد مهددة مثل أي مجموعة حيوانية أخرى”.

وقال نييما هارس، أستاذ مساعد في قسم الايكولوجي وعلم الأحياء التطوري بجامعة ميتشغان، إن”تغير المناخ لديه القدرة على تغيير تقريبا كل بعد من أبعاد التنوع الحيوي”.

 

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This