منذ حوالى عام تقريباً، إجتاح فيروس “زيكا” في مختلف دول أميركا اللاتينية، أوروبا وحتى أميركا. هذا الفيروس الذي ينتقل من خلال بعوضة النمر، يؤثر بشكل كبير على الحوامل ويسبّب تشوهات خلقية لأطفالهن، وقد شدد  كبير الباحثين أميلكار تانوري العامل في مختبر علم الفيروسات الجزيئية في الجامعة الفيديرالية في ريو دي جانيرو، على أنه يجب اعتبار زيكا مرضاً فيروسياً خلقياً مثل الحصبة الألمانية أو الفيروس المسبب لتضخم الخلايا.

في حينها، زلزل هذا الفيروس الدول الموبوءة وحاولت جهات كثيرة إيجاد علاج مناسب أو لقاح ضدّه، إلا أن الأمور إقتصرت على مجرّد أبحاث أو إقتراحات أو حتى علاجات غير مجرّبة.

اليوم يبدو أن الأمل بدأ يلوح في إمكانية تخطّي الفيروس ومسبباته، فقد قال قال باحثون أميركيون إن لقاحاً مضاداً لفيروس زيكا يعتمد على الحمض النووي حفّز الاستجابات المناعية المضادة للفيروس في تجربة أولية على الإنسان.

وعلى عكس اللقاحات التقليدية التي غالبا ما تستخدم فيروسات غير نشطة أو فيروسات ميتة، تم صنع اللقاح الجديد من خلال استنساخ قطاعات من الحمض النووي لفيروس زيكا تضاف إلى مادة جينية تسمى البلازميد. ويجري حقن هذا اللقاح أسفل الجلد ومتابعته بواسطة جهاز يولد نبضات كهربائية تحدث مساما صغيرة في الخلايا تسمح للحمض النووي بالدخول إلى الخلايا.

وبعد ثلاث جرعات من لقاح زيكا المعروف باسم (جي.إل.إس-5700) تكونت أجسام مضادة للفيروس لدى جميع المتطوعين الأصحاء الذين أجريت عليهم دراسة الباحثين الأمريكيين وعددهم 40 متطوعا.

وقال الدكتور بابلو تيباس خبير الأمراض المعدية بجامعة بنسلفانيا والذي قاد الدراسة ”تكونت لدى الجميع أجسام مضادة“.

ولمعرفة ما إذا كانت هذه الأجسام المضادة يمكن أن تكون واقية ضد الفيروس حقن الباحثون دما مستخرجا من المشاركين في الدراسة في فئران تعرضت لاحقا لفيروس زيكا. ولم تصب الفئران التي حقنت بالأجسام المضادة بالفيروس.

وقال تيباس “عندما حقنا الفئران بدم من نفس الأشخاص قبل أن يحصلوا على اللقاح لم تتوفر لها الحماية وماتت الفئران”.

وأضاف أن الدراسة تظهر كيف يمكن للقاحات المستنسخة من الحمض النووي أن تكون سريعة المفعول، مشيرا إلى أن الأمر لم يستغرق سوى سبعة أشهر فحسب منذ وقت تصميم اللقاح أولا وحتى بدء التجارب السريرية. وقال ” تقنية إنتاج اللقاحات من الحمض النووي سريعة جدا”.

وفي نوفمبر -تشرين الثاني من العام 2016  رفعت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ وأكدت أن الفيروس، الذي وجد في 60 بلدا على الأقل، سيظل يتفشى في أماكن وجود البعوض الذي ينقل الفيروس، فهل يكون اللقاح المنتج من شركة “إنوفيو” الأميركية للأدوية وشركة “جين وان لايف ساينس” الكورية الجنوبية الطريق الأول لانحسار “زيكا”؟

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This