يخلق الله ما لا يدركه الانسان، ومن الحشرات ما هب ودبّ ، بدءاً  بالغابات ، مروراً بالأنهر وصولاً إلى الإنسان !!

القمل من الحشرات التي تستوطن فروة رأس البشر، فتشكل الهاجس الأكبر للأهالي مع بدء الموسم الدراسي  إلى أن يقوموا بالفحص الشامل بداعي الإطمئنان أو المعالجة إن اقتضى الأمر.

هو نوع من الحشرات المتطفلة ، منها ما يتغذى على الدماء ، وأخرى تتغذى على الدهون والجلد الميت .. اما عن العلاج، فحدث ولا حرج عن طرق بدائية اعتاد عليها أهلنا، هي بغالبيتها مضرة أكثر من القمل ذاته.

ورغم الكابوس الذي يعيشه بعض الأهل لدى رصد أية مؤشرات عن وجود القمل في رأس أطفالهم، تؤكد الباحثة في علم الحشرات ، الدكتور خزامى كنيعو  أن القضية ليست خطرة وبالتالي فإن العلاج متوفر وبسهولة وفي كل الصيدليات ، والهلع  غير مبرر أبداً .

تتعدد الأنواع، وتختلف النتائج، فتشير كنيعو الى ان ”  الـ” sucking louse ”  هي تلك التي تهاجم الانسان بأنواعها الثلاثة ، كما في مراحل نموها الثلاثة  بتحوّلها من البيض الى القمل الصغير ومن ثم الى القمل الناضج الذي يحمل في فمه ما يشبه الإبرة التي تلعب دور قشة لامتصاص الدم ( straw   ) .

قمل يهاجم الانسان

تعتمد الأنواع الثلاثة على طريقة امتصاص الدم نفسها، إلا أنها تختلف في أذيتها بين مكان وآخر،”  فالنوع الأول والأكثر إنتشاراً ، يهاجم شعر الرأس لكنه لا ينقل الأمراض، بيضه بنيّ اللون مائل الى الصفار يتحوّل الى اللون الابيض بعد التفقيس ، حجمه صغير جداً غير ان رؤيته ممكنة في العين المجردة. أما القمل فلونه عاجي مائل الى البني الفاتح وبعضه الآخر رمادي . ”

ينتشر هذا النوع  كثيراً لدى الاطفال خلال الموسم الدراسي، وهي الفترة التي نلحظ بها  تكاثر القمل  الذي يضع بيضه على فروة الرأس قبل ان يفقس بعد حوالي 10 ايام حسب حرارة المنطقة، الا انه دائم التكاثر في الحقيقة.

رغم عدم نقله للأمراض، الا أن انتشار القمل يسبب الحكة، وبالتالي فإن القضاء عليه أمر ضروري لانه معد بالدرجة الاولى ويتكاثر بشكل كبير بالدرجة الثانية.

طريقة التكاثر

تقول كنيعو :” يقوم القمل الذكر البالغ والأنثى بالتزاوج، فتضع تلك الاخيرة بيضها  وتلصقها على خصلات الشعر القريبة من فروة الرأس  لتفقس بعد حوالي العشرة ايام  سأس، وتخرج منها صغار القمل تاركة قشور البيض البيضاء اللماعة فارغة على الشعر. ”

وفي حين تبيض الانثى كل يوم بين 4 الى 5 بيضات، ” يعيش القمل لمدة اسبوعين بعد خروجه من البيضة ليصبح جاهزاً للتزاوج مجدداً . يمتلك القمل ست أرجل ذات مخالب قوية تمكّنه من التمسك بشعر الرأس في أحلك الظروف، كما في أثناء فترات الاستحمام وتساعده على السير سريعاً ” . على عكس ما يعتقده كثير من الناس فإن القمل لا يمتلك أجنحة ولا يستطيع أن يقفز أو يطير من رأس إلى أخرى.

قبل ان يبدأ القمل امتصاص الدم، يبصق ريقه الذي يحتوي على البنج ومادة تمنع تختّر الدم ، الامر الذي يسبب الحساسية لفروة الرأس . فتشير كنيعو الى انه ” في حين يأكل القمل من 3 الى 4 مرات يومياً، فان هذه المادة تبدأ بالتكاثر ما يجعل الانسان يصاب بالانزعاج والحكاك. بالتالي، فان هذا النوع من القمل لا يعيش خارج شعر الرأس لانه مصدر غذائه الوحيد. ”

كيف نتخلص منه؟

الفكرة الاساسية التي انطلقت منها كنيعو في هذا الاطار، “عدم وجود اية علاقة بين قلة نظافة الولد وانتشار القمل الذي ينتقل بشكل سريع بين فروة رأس وأخرى، خاصة عند الاطفال الذين غالباً ما يلعبون سوياً ويتبادلون فرشاة الشعر او ينامون على نفس المخدّة او يتبادلون القبعات …”

في السياق، شددت على عدم فعالية  الفكرة الشائعة قديماً ينقع الشعر بالكاز او الزيت للتخلص من القمل  مشيرة الى ان ” هذا الموضوع بغض النظر عن خطورته على الاطفال لجهة استنشاق الرائحة، الا انه يقتل القملة بحد ذاتها دون ان يتخلّص من البيض .”

الحل الامثل والاسهل هو ” طلب غسول الشعر المخصص للقضاء على القمل، كل طفل حسب عمره من الصيدلية ، فيتم نقع الشعر بالغسول المذكور وتركه لدقائق قبل تفويحه، مع تكرار هذه العملية لمرات عدة في الاسبوع ولافراد العائلة كاملة  لضمان النتيجة  .” وللتأكد من خلو الشعر من القمل، يمكن تمشيطه  كل خصلة على حدة بمشط رفيع من البصلة  باتجاه الاطراف .

لدى اصابة اي فرد من افراد العائلة، تنصح كنيعو بتطهير المنزل  وغسل كافة الشراشف واغطية المخدات والمناشف على حرارة عالية جداً لان البيضة تحتاج الى ما يفوق الـ 52 درجة لتموت في حين تحتاج القملة الى 40 درجة مئوية.

قمل الاماكن الحميمة !!

الـ ”    crab louse ” هو القمل الذي يهاجم شعر الاماكن الخاصة والحميمة، كشعر تحت الابط والاعضاء التناسلية، ورغم انه معدي الا انه ليس منتشراً بقدر قمل شعر الرأس . وفي حين انه يسبّب الحكة وبعض التقرّحات  الا انه يمكن معالجته عبر استعمال صابونة او مرهم مخصصين لهذا النوع من الصيدلية  .

قمل الجسم

الـ ”  body louse  ” هو القمل الاقل انتشاراً لان تكاثره كما عدواه  يحتاجان الى اكتظاظ سكاني كبير جداً ، كما انه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالنظافة الشخصية  ولا ينتقل الا عبر الالبسة . ورغم انه الاقل انتشاراً الا انه الاكثر أذية لانه ينقل الامراض وأهمها مرض التيفوئيد .

قمل يهاجم الحيوان 

قمل من نوع آخر تحدت عنه كنيعو ” يهاجم الحيوانات والعصافير فتضع الانثى  بيضها على الريش والفرو ، لا تمتص الدماء، بل تأكل الدهون المفرزة من الجسم كما تلتذّ بالجلد الميت . لا أجنحة لها ، صغيرة الحجم وذو جسم مبلطح ” .

هذا النوع يسترعي اهتمام  اصحاب مزارع الدجاج والطيور،  الذين”  يتوجّب عليهم التنبه لصحة تلك الحيوانات ووزنها  من جهة وتوقّف الاباضة لديها من جهة أخرى،  وهي من أبرز علامات تعرّضها للقمل. ” و رغم  انتشار هذا النوع في العديد من المزارع الا ان كنيعو تؤكد على توفّر الدواء وفعاليته في هذا الاطار.

بين هذا النوع وذاك، تبقى الحقيقة، ان لكل داء دواء وبالتالي لا داعي للهلع، ومع تقدم الطب والتطور الحاصل يجب التنبه من بعض الطرق البدائية في العلاجات التي قد تضر ولا تنفع . ” ..

مقال منشور سابقاً، أعيد نشره لأهميته تزامناً مع بدء العام الدراسي 

 

 

 

 

 

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This