خمس كيلوغرامات هو معدل النفايات الطبية التي ينتجها كل سرير يومياً في مستشفيات المغرب. فلنتخيّل  عدد النفايات الطبية التي يمكن إنتاجها  يومياً من آلاف الأسرة ومئات المستشفيات والمصحات الخاصة في المغرب. خصوصا وأن بعض إدارة المستشفيات  لا تتخّذ الإحتياطات المطلوبة عند التخلص من هذه النفايات، لتتسبب في أمراض خطيرة وسريعة الانتشار.

ويقصد بالنفايات الطبية تلك النفايات الخطيرة التي تتكون كلها أو بعضها، من الأنسجة الآدمية (البشرية) أو الحيوانية ( مختبرات التجارب الطبية ومزارع البكتيريا)، أو الدم أو إفرازات وسوائل الجسم، ونواتج الإخراج أو الأدوية والمنتجات والمستحضرات الصيدلانية. دون أن ننسى  بقايا أدوات المرضى أو ضمادات الجروح أو المحاقن والأدوات الحادة.

هذه المخلفات من الممكن أن تتسبب ضررا مباشرا للأفراد الذين يداولونها، أو تلك التي لا يجري تأمـينها بالتطهير والتعقيم المطلوبان.

في هذا السياق، يقول كمال اليعقوبي، خبير بيئي في تصريح لـ”غرين آريا” ” إن الدار البيضاء من بين  المدن المغربية الأكثر إنتاجا للنفايات الطبية، إضافة إلى مدينة الرباط، إذ أنهما ينتجان 80 في المائة من النفايات الطبية في المغرب”.

كما أن النفايات الطبية تعالج أحيانا بشكل خاطئ مما يسبب أمراض خطيرة للإنسان، وأضرار  بالنسبة للبيئة، عند إختلاطها مع النفايات المنزلية”.

أضرار خطيرة

ولا يخفي الخبير البيئي قلقه الشديد من تفاقم مشكلة النفايات الطبية التي يراها كارثة بيئية تهدد صحة المغاربة. لافتا إلى أن “المغرب  يتوفر على قوانين تنظم مجال تدبير النفايات الطبية والصيدلية، وتمنع منعا باتاً وضعها ضمن النفايات العمومية، بل وتحث على ضرورة تعقيمها أو إحراقها وفقا للمعايير الدولية،  إلا أنه مازلنا نسجل تواجداً  للنفايات الطبية”.

ويؤكد اليعقوبي أنه”  يجب التحسيس بمخاطر هذه النفايات على صحة الإنسان فيمكن أن تسبب  بأمراض مزمنة أو معدية، كالتهاب الكبد والعدوى المعوية والعدوى التنفسية والالتهابات الجلدية والتسمم وفطريات الدم ناهيك عن الأضرار البيئية المتنوعة”.

أضرار النفايات الطبية لا تقتصر على صحة الإنسان فقط، بل قد تتسبب بأضرار خطيرة للبيئة، فهي كفيلة بتشويه المنظر العام، فهي المسؤولة عن تلويث المياه الجوفية بسب المواد  البيولوجية والكيميائية الموجودة في المخلفات الطبية.

إضافة إلى ذلك الإنعكاسات السلبية لهذا النوع من النفايات على الغطاء الغابوي والنباتي والأحياء المائية والطيور.   وقد يتساءل القارئ هل يمكن معالجة نفايات طبية لتصبح أقل خطورة؟ الجواب وفقا لكمال اليعقوبي، الخبير البيئي ضمن حديثه لـ”غرين آريا”” من المفروض أن تخضع هذه النفايات إلى طرق وتقنيات تمكّن من تغيير خصائص المواد الخطيرة لجعلها أقل خطورة والتعامل معها بأمان إذ يمكن نقلها أو جمعها أو تخزينها أو التخلص منها دون أن تسبب ضررا للبيئة والأفراد”.

وتختلف طرق معالجة النفايات الطبية؛ يقول في هذا السياق المتحدث ذاته ” ثمة  أساليب تقليدية في المعالجة كالحرق وهناك طرق جديدة تعتمد على التعقيم والطحن”.

تدبير قانوني

لطالما  افتقد المغرب لنص قانوني يحدد أنواع النفايات وكمياتها وأماكن ومصادر إنتاجها وطرق ووسائل التخلص منها وكيفية معالجتها، إلا أنه في السنوات الأخيرة تم صدور قانون  رقم 28.00 المتعلق بتدبير النفايات والتخلص منها، الذي تطرق في قسمه الخامس لتدبير النفايات الطبية والصيدلية.

وحسب المادة 38 من “القانون المذكور فإن النفايات الطبية والصيدلية تخضع لتدبير خاص تفاديا لأي ضرر يمكن أن يلحق بصحة الإنسان والبيئة، وحسب نفس المادة فإنه يمكن اعتبار بعض أنواع النفايات الناتجة عن مؤسسات العلاج في حكم النفايات المنزلية بناء على تقرير تحليلي تطلبه الجماعة وينجز من طرف مختبر معتمد، شريطة أن تخضع هذه النفايات لعملية فرز مسبقة وألا تكون ملوثة بالنفايات الخطرة”.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This