إذا نتابع مناشدات ناشطين في مجال الرفق بالحيوانات، ونقوم بما تمليه علينا قناعتنا بأن الرحمة والرأفة هما المعيار الإنساني المفترض أن يحكم سلوكياتنا المجتمعية، فنحن لا نمارس ترفا أو ندعي إنجازا، خصوصا وأن الوقت ثمين، وثمة قضايا لا يمكن الغياب عنها، ومن الضروري مواكبتها أيضا، على ما دأبنا عليه في greenarea.info، ولذلك لا يمكن أن نغيب عن مهمة ودور، لأن الإعلام بات حاملا هواجس أكبر، أهمها تكريس وتعميم ثقافة الوعي، ورصف مدماك جديد في منظومة القيم الإنسانية والأخلاقية.
لا نتحدث بالتأكيد عن “الإعلام الأصفر” الذي يستغل خبرا أو صورة لمجرد جذب أكثر عدد من القراء، بمعنى أننا في مواجهة تستهدف ممارسات غير مقبولة، وفي الوقت عينه التصدي لنهج إعلامي يقوده فكر “باباراتزي” متجرد من قيم ومُثل.
أنسنة ممارساتنا
ودائما يطالعنا من يقول على سبيل المثال، تبذلون التعب في سبيل علاج قطة أو كلب مصاب، وتتكبدون كلفة علاجه مع منظمات أهلية وناشطين، فيما لم تعد ثمة قيمة لحياة الإنسان، ونحن نرى القتل في حروب ومجازر تتسم بالعنف والفظاعة، ولهؤلاء نقول أن بعض ما نواجه من قتل، هو نتاج تربية وثقافة وجهل، فقتل وتعذيب حيوان ينمي لدى الإنسان نزعة الشر، ويحدث خللا في المنظومة القيمية (من قيمة)، والرأفة لا تتجزأ، وكذلك المعيار الأخلاقي.
من يقطع شجرة يبيد غابة، ومن يعذب حيوانا لا يتورع عن قتل إنسان، وإلا كيف نفسر مقتل العشرات من المواطنين في أحداث فردية، كأن يقتل أحدهم مواطنا بسبب موقف سيارة أو أفضلية المرور؟ وكيف نفسر ظواهر نافرة في مجتمعنا، كتعنيف المرأة على سبيل المثال؟ وثمة نساء قتلن من قبل أزواجهن، والأمثلة كثيرة.
وما يهمنا في هذا المجال، أنسنة ممارساتنا في مختلف نواحي الحياة، وإلا سنظل نعيش موجات عنف مجتمعي وأسري هو نتاج انهيار قيمنا الإنسانية.
إنقاذ كلب مصاب
لذلك، لن نتوانى عن متابعة دورنا، انطلاقا من كل هذه المعايير التي أشرنا إليه، قمنا بما تمليه علينا قناعاتنا، فيوم أمس أُبلغنا في greenarea.info من الناشط في مجال الرفق بالحيوان حسين حمزة بوجود كلب في “منطقة الجمل” بمدينة صور، وأنه مصاب في ساقه وحالته تستوجب التدخل السريع للعلاج.
فتوجهنا للتو إلى المكان، وقمنا بالاتصال بالناشط زهير حلاوي الذي وافانا في الحال إلى المكان، وثمنا بنقل الكلب إلى عيادة الطبيب البيطري في مركز الكتيبة الكورية العاملة في “اليونيفيل” في جنوب لبنان في بلدة طيردبا (قضاء صور)، وخضع المعاينة الطبية، وأجريت له صورة شعاعية.
وقال الطبيب لـ greenarea.info بأن “حالته متقدمة، فهو يعاني من كسر والتهاب شديد في ساقه الأمامية تستوجب البتر”، ورجح الطبيب أن يكون “الكلب قد تعرض للدهس وترك الى أن وصل إلى هذه الحالة”، وقال إنه سيبقيه الليلة “في العيادة للإهتمام به”، وأن وعلينا أن نقوم بنقله إلى إحدى العيادات البيطرية في بيروت لإجراء العملية.
ولذلك قمنا بالاتصال بالسيدة ثريا معوض التي وافقت على احتضانه في جمعية APAF ورعايته والتكفل بعلاجه الى حين ايجاد من يتبناه.
واليوم استلمناه الكلب من الكتيبة الكورية التي زودتنا بالصور الشعاعية والأدوية التي أعطيت له، وبدورنا قمنا بتسليمه لمعوض التي توجهت به إلى العيادة لاستكمال علاجه.
بدورنا، وفي greenarea.info و”جمعية غرين ايريا الدولية”، نتوجه بالشكر لكل من ساهم في إنقاذ هذا الكلب وسحبه من الشارع لكي لا تتطور حالته وينتهي به الأمر نافقا في أحد مكبات النفايات.