إن جاء صيدها بالقصد أم بالعرض فلن يغير ذلك شيئا، وهو أن ثمة ثماني أسماك قرش تعرف باسم “كلب أبو ستة” وجدت طريقها إلى “المسلخ” تمهيدا لبيعها، أما كيف علقت في الشباك؟ وكيف اصطيدت؟ فلا فرق، لأن النتيجة واحدة، علما أن هذا النوع يعتبر مهددا وعلى نحو كبير في لبنان.
لكن ثمة هامشا يظل مشرعا على التساؤل: كيف تعلق ثماني من هذه الأسماك في شباك الصيد ولا يتمكن أحد من تخليص بعضها؟ فيما رؤيتها لاحقا معلقة كذبائح في مسلخ يثير الريبة، وهذه القضية تبقى برسم أولي الأمر والمعنيين، وما يهمنا هو تسليط على هذه الكائنات البحرية للوقوف على خصائصها البيولوجية ودورها في منظومة البيئة البحرية، في محيطنا المتوسطي عموما وفي بحر لبنان بشكل خاص.
غير مؤذٍ ومسالم
إن اصطياد قرش علِق بشباك الصيادين يبقى موضع إهتمام العلماء، ولا سيما المختصون بالأحياء المائية في البحر الأبيض المتوسط، خصوصا تلك التي تنتمي لفصيلة نادرة ومهددة على نحو كبير، ما يستدعي إتخاذ تدابير على مستوى دول حوض المتوسط، وفي سياق خطة مشتركة تمنع صيده بالتعاون مع جهات دولية معنية بالحفاظ على الأنواع المهددة، ولا سيما منها المدرجة على القائمة الحمراء، وتمثل انواعا معينة يترتب على اندثارها تبعات كبيرة تهدد التنوع البيولوجي، وتخل بالنظم الايكولوجية الأمر الذي سينعكس بشكل أو بآخر على الانسان، وهذا ما يفسر ضرورة تضافر الجهود من قبل الحكومات والدول في مجال حماية الأنواع المهددة.
وهذا ما ينطبق تماما على “كلب أبو ستة”، فهو معرض للإنقراض، وفي الوقت عينه لا يعتبر من الكائنات الخطرة التي تمثل تهديدا – في ما لو استفزت – لرواد البحر، فهو غير مؤذٍ ومسالم.
علقت بالشباك وتعذر تخليصها
وفي هذا السياق، وفي لبنان تحديدا، حيث التجاوزات والتعديات قائمة بمختلف الطرق والوسائل والتي تهدد البيئة البحرية، بعيدا من مفهوم الاستدامة، كان لا بد من متابعة الأمر للوقوف على حيثياته، فكان ثمة اتصال بالصياد شارل باسيل، فقال لـ greenarea.info: “وقعت هذه الكلاب وعددها ثمانية في شباك الصيادين في البترون اليوم صباحا بشكل عرضي”، وأكد أنه “بعد متابعة ميدانية تبين أن الصيادين لم يتعمدوا صيدها”، لافتا إلى أن “الصيادين كانوا في رحلة صيد وقد علقت الكلاب بالشباك وتعذر تخليصها”.
وأكد باسيل أنه بالنسبة لهذه الكلاب “لا قيمة لها عند الصيادين ولا نتقصد عادة صيدها وقد حضرت لتتغذى على الأسماك وعلقت في الشباك”.
وعن عرضها للبيع، قال باسيل: “ستباع لطرابلس علما أن سعرها بخس ولحمها غير مرغوب به ومن الممكن استخدامه في نحضير (كبة السمك) لا أكثر”.
باريش: مهدد بشكل حاد في المتوسط
وبحسب أخصائي البيولوجيا البحرية وعلوم البحار البروفسور ميشال باريش، فإن “هذا القرش يسمى بالعربية (كلب أبو ستة)، واسمه بالانكليزية Bluntnose sixgill shark، أما إسمه العلمي فهو Hexanchus griseus”.
وقال باريش لـ “يتواجد هذا القرش في المياه المدارية وشبه المدارية ، ويعتبر هذا النوع مهددا بشكل حاد في المتوسط”.
وتابع باريش لـ greenarea.info أنه “يعيش غالبا في المياه العميقة والباردة وقريبا من القاع، على أعماق تتراوح بين 50 و2000 متر، وهي بيوض ولود تحمل البطن ما بين 20 و 50 جنينا”.
وأضاف أن “حجم طوله الكلي يتراوح بين 200 و 250 سم والحد الأقصى يصل الى خمسة أمتار، وله ستة شقوق غلصمية خلف الفم”.
وأشار باريش إلى أن “هذه الانواع تتغذى على أسراب السمك ورأسيات الأرجل والقشريات”.