أجمل ما في “ماراتون بيروت” أنه بات جزءا من “ذاكرتنا الحديثة”، ومناسبة تطهِّرنا بالرياضة من أدران السياسة، ومن واقعنا المأزوم اقتصاديا وسياسيا وتنمويا، وإن حمل يوم أمس رسالة أرادها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نداء تحت شعار “عودة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى لبنان، لتأكيد التضامن معه وجلاء الغموض الذي يكتنف وجوده خارج لبنان”، خصوصا وأن هذا الحدث الرياضي السنوي الجامع تحول منصة لعرض المبادرات الطيبة.
وحمل “ماراتون بيروت” هذه السنة رسائل عدة أيضا، إنسانية مع مبادرات عدة من بينها دعوة الناشط وسيم بزيع لدعم مرضى السرطان، وغير ذلك من أنشطة وفعاليات جانبية واكبت الماراتون أبعد من حدود الرياضة، أي إلى قضايا اجتماعية وثقافية وتربوية.
Free the Flyway
لكن ما استوقفنا كـ greenarea.info مبادرة لتلامذة “مدرسة الأب ميشيل خليفة إده” (البترون) الذين شاركوا حاملين رسالة الحفاظ على الطيور وحمايتها في لبنان بتشجيع من معلمتهم وصاحبة المبادرة المربية مايا نخل التي شاركتهم المناسبة، وأسست لخدمة هذه الرسالة مجموعة بيئية من التلامذة وعملت منذ زمن طويل كناشطة لخدمة هذه القضية برمزيتها البيئية وبأهميتها في سبيل الحفاظ على بعض أوجه التنوع البيولوجي، أي الطيور ومحيطها الحيوي في طريق ومسار هجرتها السنوية.
واستطاعت نخل أن تنقل شغفها لتلامذتها الذين أطلقوا حسابا على “انستغرام” أسموه “Free the Flyway”، وقد اختاروا هذا الشعار لتسليط الضوء على أهمية لبنان الجغرافية كخط لعبور ملايين الطيور المهاجرة مرتين سنويا.
مراقبة الطيور بدلا من قتلها
المشاركة لورد طنوس قالت لـ greenarea.info: “نشارك اليوم (أمس) في هذا الماراتون للتوعية، ودعما لقضية الطيور لما لها من أهمية بيئية، ولكن للأسف نحن نشهد صيدا عشوائيا لهذه الانواع، من قبل أناس لا يعرفون قيمة هذه الطيور، وأحيانا لا يعلمون أنواعها وأسماءها”.
وإذ أشارت إلى “اننا لسنا بصدد المطالبة بمنع الصيد”، أكدت طنوس أنه “يجب احترام أوقات الصيد والأعداد والانواع المسموح بها بحسب القانون”، وختمت قائلة: “من الجميل أن نرى الطيور في السماء عوضا عن رؤيتها ميتة عبثا وقد قتلت بهدف القتل فقط”.
جو شاهين قال: “حضرت للمشاركة بهدف إيصال رسالة عن الصيد والصياد الحقيقي، وبما اننا نحب الصيد علينا ان نحترم القوانين، وان نصطاد بطريقة مستدامة بعيدا من إبادة الطيور وقتلها العشوائي، ومن الضروري الابتعاد عن صيد الأصناف التي شارفت على الانقراض وحمايتها”.
وأسفت المشاركة ليلى باسيل “اننا شهدنا مع بداية فتح موسم الصيد مجازر كبيرة طاولت الطيور بمختلف انواعها، ومنها المهاجرة، ما يدل على وجود اناس غير مسؤولين يجب توعيتهم وتثقيفهم”، وأضافت: “ما اريد قوله انه هناك هوايات اخرى يستطيع الكثيرون ممارستها وهي أكثر متعة من القتل، ومنها مراقبة الطيور وتصويرها بدلا من قتلها”.
أما المشاركة نعمت عبود، قالت: “حضرنا الى الماراتون بصفتنا تلامذة مدرسة البابا ميشيل خليفة إده، ونمثل مجموعة Free the Flyway، ونشارك حاملين رسالة حماية الطيور المقمية والمهاجرة التي يعتبر لبنان بالنسبة لها خط مرور مهم جدا، ويهمنا في هذا الصدد التشجيع على متابعة ومشاهدة هذه الطيور عوضا عن قتلها”.
احدى المشاركات قالت: “الطير هو رمز السلام والحرية، ومثل هذا الرمز يجب المحافظة عليه، فلن تنفعنا أذيته وقتله”، وقال آخر “لا يعنيني موضوع الصيد ولكن الطير جميل في بيئته”, ودعت احدى المشاركات لـ “متابعتنا على صفحة (انستغرام) للاطلاع على هذه القضية وغيرها من القضايا الهادفة لحماية البيئة”.
التحالف اللبناني لحماية الطيور
وكان حاضرا “التحالف اللبناني لحماية الطيور في لبنان” تأكيدا منه على أن البيئة والرياضة يلتقيان على أهداف سامية.
وقالت الناشطة جولي لبنان (من مؤسسي التحالف): “شاركنا في الماراتون دعما للقضية وللتلامذة المشاركين الذين يسعدنا أن يحملوا شغف زميلتنا ومعلمتهم الناشطة في التحالف مايا نخل، كما أننا قمنا بمراسلة منظمي بيروت ماراتون لحثهم على تبني إجراءات صديقة للبيئة خلال هذا النهار الرياضي، خصوصا لجهة إطلاق بالونات معبئة بالهيليوم لما لها من ضرر على البيئة، وجاء ردهم شاكرين إهتمامنا ومؤكدين حرص (جمعية ماراتون بيروت) لتكون منظمة صديقة للبيئة، وقد وعدنا من القيمين عليها بإيلاء القضايا البيئية الاهتمام المطلوب”.