“الشائعة” خبر كاذب كثيراً ما يتم تداوله في زمن الحروب في حال شاء أحد أن يؤثر نفسياً على خصمه سياسياً . وقد علق خبراء علم النفس على “أنها الوسيلة الإعلامية الأقدم والأخطر في العالم كون الشائعة تقتل، إستنادا الى كل من الوزير سالينغرو الذي انتحر في عام 1936، والسياسي بولان الذي انتحر في عام 1979. فقد تعرض كل منهما لحملة من الشائعات فاقت قدرتهما على الإحتمال . فكيف يحمي الإنسان نفسه من خطر الشائعة التي يتلقاها ؟
وقع الشائعة كالصدمة
كم من الأخبار الملفقة والفيديوهات المركبة تنتشر في الواتس أب وعلى صفحات الفيسبوك وسائر قنوات التواصل، بلا فكر ولا روية ومن دون ذكر المصادر، وقد تتضمن تحذيرات أمنية وطبية وتجارية واجتماعية واقتصادية وسياسية مما يزيد من انتشار سرعة الإشاعات المغرضة و تزيد البلبلة في المجتمع وسط المزيد من الرعب والقلق على المصير. واذا حاولنا ان نعرف الأسباب الكامنة وراء إطلاق الإنسان للشائعة لا بد من أن نتعرّف على إمكانية التصدي لها من دون ان تترك تداعيات سلبية ليس فقط على سمعة الإنسان بل على صحته أيضاَ!
في هذا السياق تحدثت الإختصاصية في الطب النفسي الدكتورة ادي شكور كرم ل greenarea.info حول كيفية مواجهة الشائعة تجنبا لاي تداعيات سلبية على حياة الانسان ومما قالت :”ان الذي يطلق الشائعة يكون لديه مشكلة مع الشخص الذي يطلق عليه الشائعة و الأسباب متعددة، اما انه يرغب بان يكون مثل الشخص الذي يحاربه وهو عاجزعن ذلك او لديه رغبة مكبوتة، الأمر الذي ينتج عن قلق داخلي لديه بهدف تشويه الحقيقة. في المقابل يستطيع الإنسان المتلقي ان يخرج من تداعيات الشائعة من دون التأثر بها في حال روّض نفسه على تعزيز المناعة النفسية لديه كون عملية تحمل صدمة الشائعات مترافقة مع شخصية المتلقي وطريقة تاثره بها وانعكاسها بيولوجيا على جسده كالإصابة في الإنهيار النفسي أو أزمة قلبية .”
و اضافت الدكتورة كرم :” اي نعالج تاثير الشائعة على الشخص مثل معالجة تأثير اي صدمة نفسية على الشخص فهناك أشخاص لا يتأثرون بها والبعض منهم لا يستطيعون تخطيها وآخرون ينسوها وهنا دورنا كمحليلين نفسانيين ان نعمل على معالجة المشاعر السلبية و مدى تأثر المصاب داخلياً فيهه لتحويلها الى ايجابية .”
ضرورة تعزيز الثقة في النفس
الى ذلك اهم ما شدت عليه الاختصاصية في المتابعة النفسية الجسدية شنتال خليل عبر الgreenarea.info :”ان الشائعات أنواع منها تمس الحياة اليومية للشخص وأخرى الحياة الشخصية والإنتماء الوطني له. وكيفية مواجهتها حسب شخصية الإنسان في عملية إحباطها دون الأخذ فيها بعين الاعتبار. بل عليه ان يكمل حياته طبيعيا و يبرهن للجميع ان كل ما يقال او يشاع كاذب من خلال افعاله وذلك يتوقف حسب الشخصية التبعية يكون عليها وقعا نفسيا سلبيا و التي في أغلب الاحيان قد تؤدي به الى الانتحار او الانهيار النفسي خصوصا و ان استعمال العنف اللفظي من خلال الشائعة يكون اقسى من العنف الجسدي لذا الشخص القوي يمنع ان تخترقه اي اشاعة واحد اسباب القوة لديه تكون من خلال التربية التي تلقاها في صغره في تعزيز الثقة في النفس لديه .”
لا ترحم القلب من الجرحة
جسدياً، تعتبر الجرحة القلبية من أهم تداعيات الإشاعة الصحية ويشرح الاختصاصي في امراض القلب الدكتور زيدان كرم ل greenarea.info : “ان الشائعة تكثرعادة في موسم الإنتخابات حيث تضع الانسان تحت الضغط النفسي الذي يزيد من العصبية و بالتالي ارتفاع في ضغط الدم الى حد الاصابة بالجرحات القلبية او فالج ربما او حتى شلل واحيانا موت فجائي. بمعنى آخر، تستطيع الشائعة ان تقتل في حال لم يستطع الانسان تحملها .”
الشائعة تكبر ككرة الثلج
بدوره اعتبر الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور مايكل انجلو ل greenarea.info :” انه عادة اي شائعة حتى لو كانت صغيرة تستطيع ان تدمر الانسان خصوصا و انها سريعة الانتشار فكيف في بلد صغير مثل لبنان حيث انتشارها اوسع و مدمر وليس هناك اي حقوق للمصاب بالشائعة ان تعطيه املا لكي يستطيع تخطيها و لسوء الحظ يشعر في دائرة الالم و الدوامة المستمرة دون معالجة و قد يتعرض الى انهيار عصبي قوي .”
الى رأي الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور سمير جاموس الذي رأى عبر ال greenarea.info :” ان الشائعة تكبر ككرة الثلج و لا نستطيع ان نوقفها و هدفها في اكثر الاوقات سلبي واحيانا ايجابي كالشائعة الإقتصادية التي مردوها ايجابي. الا أنه اجمالا الشائعة تكون سلبية اكثر مما هي ايجابية، والذي يطلق الاشاعة يجدها و سيلة لمحاربة الشخص المنافس له. ومن المحتمل ان تؤدي الى اذى نفسي، فافضل و سيلة للرد عليها هو الصمت و عدم الرد على الشائعة لان السكوت عن الرد هو موقف بحدد ذاته تكمن لمصلحة الشخص الذي تتم محاربته .”
الى رأي الاختصاصي في علم النفس الدكتور نبيل خوري الذي اوضح عبر ال greenarea.info:”لا شك ان الشائعة تؤذي كالسلاح و تصيب من البشر مقتلا فالذي يطلق الشائعة اما يكون مريضاً نفسياً او يغار من الشخص الذي يحاربه او لايحبه او لايأخذ منه قسماً من الإهتمام لذا يقوم بمحاربته من خلال الاخبار الكاذبة او الشائعة او لأنه يعتبر انه فاشل و الآخر ناجح .”
اما الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور انطوان سعد فرأى ان الشائعة تكثر عندما يكون هناك غموض و إلتباس وهي سلاح نفسي قد تطال الانسان في حياته اليومية الى درجة الإرباك و الإنهيار النفسي .”