يعتقد الكثير من الآباء بأن الأطفال بحاجة إلى العقاب، ردا على السلوك السيئ، أو عند القيام بشيء خارج نطاق السيطرة، أو عندما يتصرفون بطرق قاسية أو مدمرة أو خطيرة. فوجود الآباء في حياتهم من أجل حمايتهم من أنفسهم عندما يقومون بسلوك يضعهم في ورطة.

ولكن كل ما نعرفه أن العقاب الناتج عن الغضب لا يعمل بشكل جيد على المدى الطويل؛ فقد يصبح الطفل ملتزما في الوقت الراهن، ولكن العقاب يأتي على حساب احترام الذات أو يؤدي إلى الاستياء المزعج، وعلى المدى الطويل لن تسير الأمور بشكل جيد بالنسبة لك أو للطفل.

ما هو العقاب المنطقي؟

وبحسب مجلة « سيكولوجي توداي »، فإن العقاب الطبيعي أي النتائج المؤلمة لأعمال المرء، وهي أفضل معلم للجميع. فعندما يرفض الطفل ارتداء معطفه في يوم ممطر، فإن النتيجة الطبيعية للسماح للطفل بالخروج دون معطف؛ أنه سيشعر بالرطوبة والبلل وعدم الراحة، وربما سيصاب بنزلة برد أو زكام. أي أن النتيجة الطبيعية تصبح أداة تعليمية عظيمة، فالطفل ليس لديه أحد سوى نفسه ليلومه على بؤسه، وبالتالي ربما يرتدي معطفه في المرة القادمة التي تمطر السماء فيها.

العقاب المنطقي يأتي نتيجة لأفعال الشخص، ولكنه يفرض عليه من قبل شخص آخر، وفي كلتا الحالتين، يعاني الطفل من المشاكل بسبب سلوكه. إذا ماذا يمكنك أن تفعل عندما يفعل الأطفال أشياء سيئة أو سلوكيات خاطئة؟ وما هي أفضل طريقة للرد على الأطفال الصغار (حتى سن السابعة) عندما يفعلون شيئا خاطئا؟

يعتمد ذلك على طبيعة الطفل والمشكلة، ولكن بطبيعة الحال هناك بعض الأفكار لمعالجة سوء السلوك في الأطفال الصغار تحت سن السابعة أو الثامنة، والتي تقدمها الدكتورة دونا ماثيوز، الباحثة في علم النفس التنموي، وهي:

1- عد خطوة إلى الوراء، وخذ نفسا عميقا، وتحكم في أي نبضات قد تجعلك مضطرا إلى الصراخ أو العقاب.

2- لا تكن فتوة، وتذكر أن الطفل أصغر منك بكثير، وكما هو الحال مع أي حالة يكون فيها شخص ما أكثر قوة أو قوته أكبر من شخص آخر، فإن غضبك يحمل تهديدا ضمنيا بالعنف.

3- آخر شيء يحتاجه الطفل الصغير عندما يسيء التصرف بشكل سيء؛ هو ألا يتم تجاهله أو نفيه من وجودك، ربما في كثير من الحالات يبدو الإهمال والتجاهل أمرا حميدة ومفيدا، ولكنه لا يستمر على المدى الطويل.

4- انتهزها فرصة للتعلم، وحاول وضع السلوك السيئ للطفل في منظور إيجابي، واعتبرها فرصة عظيمة بالنسبة لك لمساعدة الطفل على تعلم شيء جديد. وخاصة إذا كان تحت سن الرابعة لأن السلوك السيء متأصل في أفعالهم. في بعض الأحيان يحتاج كل طفل إلى محادثة قوية ولكن وضح له بكل حب سبب رفضك للسلوك الخاطئ.

5- ابحث عن الخطأ، ففي بعض الأحيان يعرف الأطفال جيدا ما يفعلونه، ويحاولون إدخالك في دائة الغضب للفت الانتباه. فإذا كان السلوك السيئ مقصودا أم لا، إلا أنه دائما رسالة يحاول الطفل إرسالها للآباء. فقد يكون للأطفال احتياجات حقيقية لا يتم الوفاء بها، وقد يحتاجون إلى بعض الاهتمام والحب منك، أو يرغبون في تناول الطعام أو الشراب، والنوم، والاستمتاع بالهواء النقي، أو الهدوء.

6- تعامل مع الوضع بشيء من الخصوصية، أي تحدث مع طفلك وناقشه في سلوكة الخاطئ بعيدا عن الآخرين؛ حتى لا يشعر بالإذلال عندما يتم تصحيح الخطأ أو معاقبته علنا.

7- ابحث عن نتيجة منطقية، فعندما تعتقد أن هناك حاجة إلى نتيجة حتى يتعلم الطفل ما تريده لهم؛ تذكر أن الأطفال مثل الكبار تماما، أي يتعلمون بشكل أفضل عندما يشعرون بالاحترام، أو يتم الاستماع إليهم.

8- يجب أن تكون النتائج المترتبة على سوء السلوك ذات صلة بهذا السلوك أو الخطاء، وأن يتم التعامل باحترام دون إلقاء اللوم، وأن يكون التصرف معقولا بالنسبة للخطأ، ومفيد في تحريك الطفل نحو سلوك أفضل.

9- اطلب مساعدة الطفل إذا كنت لا تستطيع التفكير في نتيجة منطقية جيدة، فالأطفال دائما رائعون في التفكير في العقاب المناسب الذي قد يكون قاسيا قليلا، واسأل طفلك مع ابتسامة لطيفة عما إذا تعلم أي شيء من التجربة.

ما مشاكل العقاب المنطقي؟

  • غير مناسب دائما، فهو يوفر طريقة واحدة للتعامل مع سوء التصرف، والتي لا تكون الأفضل دائما. ففي بعض الأحيان يحتاج الطفل للأحضان فقط ومحادثة حول السلوك. وفي بعض الأحيان يحتاج الطفل والأم إلى مساعدة مهنية إذا كانت المشكلة كبيرة.
  • الخيال ضروري؛ حيث يجب أن يكون الآباء قادرين على التفكير في نتيجة منطقية مناسبة، مما يمكن في كثير من الأحيان مساعدة الطفل على توليد شيء جيد وابتكاري.
  • الإغراء وسيلة لإنقاذ الطفل، ويستخدمها الآباء عند التفكير اعتمادا على النتائج، أو عندما يواجهون صعوبة في عدم إنقاذ الطفل من العقاب. على سبيل المثال، لا أحد يريد أن يرى الطفل مصاب بنزلة برد، لأنه رفض ارتداء معطف واق من المطر.
  • خذ بعد الوقت، فالعقاب المنطقي لا يعمل دائما منذ المرة الأولى ولكن مع مرور الوقت. كذلك الأطفال الذين يعانون من العقاب يتحملون -على نحو متزايد- المسؤولية عن أفعالهم، لكنهم لا يحصلون على كل شيء في آن واحد.

التربية الذكية

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This