في ظل تقلّبات الطقس غير الطبيعية التي بات يعيشها اللبنانيون فصلياً، أصبحت درجات الحرارة ونسبة الرطوبة صيفاً، كما سقوط المطر ونسبة البرد شتاءاً من أكثر المواضيع متابعة عبر مختلف وسائل الإعلام من جهة ومواقع التواصل الإجتماعي من جهة أخرى.
منذ بداية شهر كانون الأول – ديسمبر واللبنانيون يتهامسون حول درجات الحرارة غير المسبوقة في مثل هذا الوقت من السنة، وإذ تخوّفوا من إستمرار الجفاف، أنعم الله في ليلة عيد الميلاد بمتساقطات روت جفاف الأرض دون أن تروي ظمأ اللبنانيين الذين ما زالوا ينخوّفون من وجة جفاف مقبلة نحو بلاد الشرق الأوسط، وقد بدأت صلاة الإستقساء في بلدان عربية عدّة وأوّلها فلسطين المحتلة.
تأمّل اللبنانيون خيراً بمتساقطات نهاية الأسبوع الماضي، إلا أنهم عادوا و “صيّفوا” مع درجات حرارة تخطّت المعدّل في سياق الأسبوع، فماذا عن نهاية هذه السنة، وهل يحمل العام الجديد خيرات الشتاء الفعلي في لبنان؟
مصلحة الأبحاث الزراعية تؤكّد أن لا عواصف ثلجية أو برد قارس قريباً في حين أنها تنبّه من احتمال تساقط ثلوج خفيفة ليلة رأس السنة على ارتفاع 1400 متراً وطلبت الانتباه خاصة على طرقات ضهر البيدر وترشيش وفاريا والارز واللقلوق.
وإذ تحدثت عن منخفض جوي ضعيف الفعالية مع بداية عام 2018، أشارت إلى احتمال تساقط الأمطار في الأيام المقبلة.
من جهته، أشار المتخصص في متابعة أحوال الطقس الأب إيلي خنيصر على صفحته الخاصة أن المنخفض الإيسلاندي يقاوم المرتفع الآزوري، ويحوّل منخفضات أوروبا نحو الشرق الأوسط.
وفي التفاصيل يقول: ” ما زال المرتفع شبه مداري ناشطاً حتى ظهر يوم السبت فوق الحوض الشرقي للبحر المتوسط ويؤثّر على لبنان وسوريا بطقس دافئ نهاراً، بانتظار تمدّد تأثير المنخفض الإيسلاندي نحو اليونان وإيطاليا صباح يوم الجمعة فتصل فوق البحر المتوسط بقيم متدنية تصل الى 1007hpa وسوف تساهم رياح الآزوري التي ستهب نحو الشرق، بدفعها نحو لبنان والجوار اعتباراً من مساء السبت، من المنتظر ان تترافق هذه الرياح، التي ستمرّ في اجواء الكتلة القطبية فوق المتوسط، بتراجع درجات الحرارة يومي الأحد والإثنين. يبقى المرتفع الآزوري متمركزاً فوق شمال غرب افريقيا لينتقل نشاطه نحو شرق الأطلسي.
هكذا أراد ان يودّعنا شهر كانون الأوّل الذي سجّله التاريخ “بشهر الشحّ”، كما يقول الأجداد، وقلّة الأمطار، سيودعنا بأيام ممطرة ستترافق مع وصول منخفضات اخرى من وسط أوروبا في الأسبوع المقبل، ومع بداية العام الجديد.
أما مصلحة الأرصاد الجوية فقد تحدثت عن طقس متقلب على الحوض الشرقي للمتوسط مع اقتراب منخفض جوي يشتد تأثيرة ليل الأحد – الإثنين. و توقعت دائرة التقديرات فيها أن يكون الطقس السبت، غائما جزئيا إلى غائم مع انخفاض درجات الحرارة وأمطار متفرقة تنحسر مساء. أما الأحد فيكون غائما جزئيا صباحا دون تعديل يذكر في درجات الحرارة، يتحول تدريجيا بعد الظهر إلى غائم مع رياح ناشطة، وأمطار متفرقة تشتد تدريجيا خلال الليل مترافقة ببرق ورعد، كما تتساقط الثلوج على ارتفاع 1500م وما فوق.