منذ ستينات القرن الماضي تم إدخال بذرة الخزامى إلى المغرب من طرف الفلاحين المغاربة؛ فمن المعروف أن أصل أو موطن هذه النبتة في فرنسا.
وتبقى هذه النبتة المفضلة عند المغاربة لما لها من رائحة زكية وفوائد صحية هامة، دون أن ننسى الفوائد الجمالية التي تزخر بها هذه النبتة السحرية أيضا.
يعتقد الكثير من المغاربة بأن هذه النبتة برية، تنبت بشكل عشوائي قرب الوديان أو في سفوح الجبال، لكن الحقيقة أنها تزرع هي الأخرى في حقول وتربة مميزة وبطرق خاصة.
عبد الواحد بن فلاح يعيش بمنطقة مكناس فاس وسط المغرب، يقول ضمن حديثه لـ”غرين آريا”:” أن سوق الخزامى بالمغرب سوق واعد، لكن تشوبه الكثير من الصعوبات والأخطاء في التعامل مع هذه النبتة”.
توجد أربعة أنواع من الخزامى في المغرب، لكن الخزامى “البلدية” أو الأصلية تبقى مطلوبة لدى المغاربة في الاسواق المحلية، ولا ننسى أن ثلاثة أنواع الأخرى من هذه النبتة يتم استقدمها من فرنسا.
لكن حسب الفلاحين المغاربة لا توجد صناعة خاصة بهذه النبتة ليتم تطوير منتوج الخزامى، خصوصا في المجال التجميلي، فمن المعروف في هذا السياق، أن زيت الخزامى وحده له فوائد عديدة وجمالية لشعر وبشرة المرأة..
طريقة غرس الخزامى
تحتاج نبتة الخزامى إلى تساقطات مطرية هامة، لكن مع ندرة المتساقطات التي يعاني منها المغرب يضطر الفلاح المغربي إلى السقي المتواصل لمدة 12 شهر. ليظهر المحصول الأول في السنة الثانية بنسبة 20 في المائة، إلى أن يظهر بعد الغرس بشكل كبير إلى أربع أو خمس سنوات، قبل أن يعاود المحصول الانخفاض تدريجيا، إلى أن ينعدم بمجرد أن يصل عمر النبتة إلى 20 سنة.
وهنا يضطر الفلاح إلى إزالة النبتة من التربة وتركها تستريح لبضع الوقت، قبل معاودة زرعها ببذور من فصيلة مغايرة لتلك التي كانت فيها من قبل حتى لا تفشل الزراعة.
وعند حصاد النبتة، يتم تجفيفها ودرسها وغربلتها، وشحنها في أكياس لإرسالها إلى الاسواق المحلية.
وتجدر الإشارة أن زراعة نبتة الخزامى في حقول المغرب تتطلب تمويلات هامة، فضلا عن المبيدات والأسمدة لوقايتها من بعض الطفيليات والأمراض، إضافة إلى المعدات المستعملة في عمليات الحرث والحصاد والدرس، دون أي دعم مادي للفلاح المغربي من طرف الدولة.