انضم مؤخرا  كل من موقع “الفوارات” المغربي و”سبخة امليلي”  إلى  لائحة المناطق الرطبة ذات الأهمية الايكولوجية على الصعيد العالمي، الأمر الذي اعتبره بعض الناشطين المغاربة المهتمين في مجال الإيكولوجيا إنجازا هاما للمغرب. لكن وفي المقابل ذلك، يرى بعض الحقوقيين المغاربة أن أغلب المناطق الرطبة المدرجة في المغرب تواجه تدهورا خطيرا واستغلالا مفرطا لمواردها الطبيعية، وبعضها مهدد بالاختفاء.

هذا النقاش حول المناطق الرطبة بالمغرب جاء بمناسبة اليوم العالمي للمناطق الرطبة، والذي يصادف  2 شباط- فبراير  من كل سنة، والمغرب كباقي دول العالم يخلد هذا اليوم بكثير من الاهتمام بالمناطق الرطبة المغربية التي تتجاوز 84 منطقة  مع التشديد على ضرورة المحافظة عليها.

وفي هذا السياق، أعلنت المندوبية “السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر” إنضمام منطقتين بالمغرب “الفوارات”  و”سبخة امليلي”  لاتفاقية “رامسار” والتي وقعها المغرب سنة 1982، وهي معاهدة دولية للحفاظ والاستخدام المستدام للمناطق الرطبة من أجل وقف الزيادة التدريجية لفقدان الأراضي الرطبة في الحاضر والمستقبل وتدارك المهام الإيكولوجية الأساسية لها، كما أن  الاتفاقية تحمل اسم مدينة “رامسار” في إيران.

وأكدت  المندوبية ” أن المغرب يسعى إلى  تنفيذ مخطط الاتفاقية “رمسار”  وذلك  بالانخراط في سياسة المحافظة والتنمية المستدامة للمناطق الرطبة عن  طريق تضمينها في المخطط المديري للمناطق المحمية وتجهيزها بالآليات والأدوات اللازمة لتحقيق التدبير المستدام لهذه المناطق”، وفقا لبلاغ المندوبية ذاتها الذي  حصل “غرين آريا” على نسخة منه..

وللإشارة أن مكتب المفوض السامي للمياه والغابات ومكافحة التصحر قد سجل 20 موقعا في الفترة الممتدة بين عامي  2005-2014 وسيضيف 30 موقعا إضافيا بين  2015 و2024

استغلال مفرط للمناطق الرطبة

في غضون ذلك، يرى الائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة إن أغلب المناطق الرطبة المدرجة في المغرب تواجه استغلالا مفرطاً لمواردها الطبيعية، إضافة إلى أن بعضها أصبح مهددا بالاختفاء، وذلك في تقرير له يحمل عنوان “المناطق الرطبة في المغرب.. من أجل حكامة أفضل”.

وشدد الائتلاف على أن أكثر من نصف المناطق الرطبة بالمغرب اختفت منذ بداية القرن العشرين بسبب الاستغلال المفرط للموارد الطبيعة.

وفسر التقرير أسباب تدهور المناطق الرطبة بالمغرب إلى  “الرعي الجائر والإفراط في استغلال الموارد الطبيعية من نباتات وأسماك والضخ المفرط للمياه تجاه المناطق الزراعية، والتلوث الناجم عن النفايات الصلبة والسائلة والتمدد الحضري”.

وقال التقرير إن التجربة أظهرت أن مشاكل المناطق الرطبة تتجلى في عدم انخراط الساكنة المحلية المجاورة والمسؤولين المحليين في حماية هذه المناطق وجهلهم بقيمها ووظائفها؛ وهو ما يستدعي العمل على التوعية والتحسيس، عبر برنامج للتواصل والتعليم والتوعية التشاركية حول هذه الأراضي.

المناطق الرطبة بالأرقام 

ومن جهة أخرى تلعب المناطق الرطبة  دورا مفصليا في الاستجابة لظاهرة التغير المناخي وتنظيم الظواهر المناخية الطبيعية  والتخفيف منها، لما لها من تأثير مهم في تخزين الكربون وتنظيم وضبط مستويات انبعاثات الغازات الدفيئة وتخفيف حدة الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والجفاف والأعاصير.

هذا و بعد أن تجاوز عدد السكان الذين يعيشون في المدن حاجز الأربعة مليارات والعدد في تزايد، اكتسبت الأراضي الرطبة أهمية كبرى.

وبحلول سنة 2050، من المتوقع أن يزداد هذا العدد مع توافد أعداد متزايدة  من الاشخاص الذين يبحثون عن عمل ومستقبل أفضل على المدينة. ومن المتوقع أن يزداد عدد المدن الضخمة التي تجاوز عدد سكانها العشرة ملايين نسمة من 31 إلى 41 قبل سنة 2030.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This