وكأن المواطن لا تكفيه الأمراض المفروضة عليه بسبب تلوّث الهواء الذي يتنشّقه ولا مشهد النفايات المفترشة مفارق البيوت والمدارس وحتى المستشفيات. وكأن المواطن لم يملّ من أخبار الطعام غير المطابق للمواطفات ولا استلشاء المسؤولين في التعامل مع ملفات حياتية. في المقابل لم يكتف الفاسدون بإفساد ما يمكن أن يضرّ بالإنسان الراشد بل أرادوا توسيع مجال جرمهم ليطال الفئة الأضعف ” الأطفال”.
فبعد أن طالت الإتهامات شركة “لاكتاليس” الفرنسية لاحتواء عبوات الحليب التي تنتجها على بكتيريا السالمونيللا، الخبر الذي تأكّد على لسان الرئيس التنفيذي للمجموعة، ها إن شركة “نستله” تطالها الإتهامات بإعطاء الأولوية للربح على حساب العلم !
في التفاصيل، قال تقرير مؤسسة ” تشينجينج ماركتس” إن هناك عدم اتساق في مكونات منتجات نستلة المخصصة للأطفال الرضع التي تحتل مركزا رائدا في العالم. كما يشكك التقرير في مصداقية بعض تصريحاتها المتعلقة بالصحة.
وأفاد التقرير أنه فحص منتجات حليب الأطفال الذي تبيعه نستله للرضع الذين تقل أعمارهم عن عام في 40 بلدا مختلفا، وقارن الشعارات الترويجية والمكونات المستخدمة في أكثر من 70 منتجا قبل أن يستنتج ما توصّل إليه.
شركة “لاكتاليس” اعترفت بعد التأكّد من احتواء منتجات الحليب على باكتيريا السالمونيللا، إنها أكبر أزمة تضطر الشركة مواجهتها، حسب ما جاء على لسان رئيسها التنفيذي إيمانويل بينييه وقد تكلفها رخصة التصدير لمدة غير معروفة فضلاً عن كلفة مادية تقدر ببضع مئات الملايين من اليوروهات.
أما متحدث باسم شركة نستله فقد تحدث عن أن التقرير المتّهم للشركة بالتقاعس يثير نقاطا مهمة ترغب الشركة في تقييمها بالتفصيل و ستجيب على المخاوف والتوصيات الواردة في التقرير خلال الأيام المقبلة!