يقول المثل الشائع ” قرب الحية افرش ونم وقرب العقرب ما تقرب”، فسم هذا الحيوان الصغير قاتل، إلا أن لكل شيء سيئات وفوائد، فقد أكد العلماء أن التهاب المفاصل “الروماتويدي”، يمكن أن يُشفى باستخدام سم العقرب!
في التفاصيل، يقول العلماء من كلية بايلور الأميركية إن مادة كيميائية موجودة في اللدغة القاتلة في نهاية ذيل العقرب، قادرة على خفض الأعراض المرضية من دون أي آثار جانبية.
وأوضحت البروفيسورة في الفيزياء الجزيئية، كريستين بيتون، من كلية بايلور للطب في هيوستن أن “التهاب المفاصل الروماتويدي هو أحد أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي الجسد، وفي هذه الحالة يؤثر على المفاصل، مما يؤدي إلى الالتهاب والألم، ومع تطور الضرر، تصبح المفاصل غير قادرة على الحركة”.
كشفت التجارب التي أجريت على الفئران أن سم الببتيد “iberiotoxin” الذي استخدم في العلاج -وهو واحد من مئات مكونات سم العقرب- نجح بوقف تطور المرض. وأشارت بيتون إلى أنه لا يجب استخدام السم كله “لأن ذلك سيكون خطرا للغاية”، في انتظار تطوير دواء يمكنه علاج هذا المرض المزمن الذي لا علاج له حتى الآن.
يمنح هذا الاكتشاف أملا في التوصل إلى دواء جديد قد يمنع التورم المؤلم والصلابة على مستوى الركبتين والوركين واليدين، والتي يعانيها مرضى الالتهاب المفصلي الروماتويدي.
تجارب كثيرة مؤخراً أجريت في هذا الإطار في سبيل تأمين العلاجات المناسبة لأكثر من داء وأهمها الأمراض السرطانية، فعسى أن يتم اكتشاف الدواء الفعال وتوثيقه للحد من نهشه لأجسام الصغار والكبار دون إستثناء .
ويصنّف سم العقارب كأغلى سائل في العالم على الإطلاق حيث يبلغ ثمن القالون الواحد أي 3.7 لتر حوالي 39 مليون دولار، بحسب المراكز البحثية الطبية متفوقًا بذلك على سعر برميل النفط ومشتقاته وباقي المواد السائلة، حسب موقع “يورونيوز” الإخباري. وتستخرج مراكز الأبحاث العالمية يوميًا السم من حوالي 250 ألف عقرب لتستخدم السائل السام في تحضير الكثير من الأدوية أبرزها علاج سرطان المخ والروماتيزم وبعض الأدوية للأمعاء وعدد كبير من المضادات الحيوية.