على ما يبدو، فإن المعارك متعددة الإتجاهات في سبيل الحفاظ على البيئة، والعلكة رغم صغر حجمها، إلا أن أضرارها البيئية لا تعدّ ولا تحصى وهي تكلّف البديات- المهتمّة ببيئتها- الأموال الطائلة في عملية إزالتها، وقد سبق لموقعنا أن عرض الأضرار في مقال سابق، إضافة إلى الغرامات المتبّعة في بعض البلاد.
معركة بريطانيا في هذا الإطار طويلة، فقد بدأت منذ سنوات عدة، إلا أنها حتى الآن لم تربح الجولة، وفي حين أشارت معلومات صحيفة تيلغراف البريطانية عن إنفاق المجالس 60 مليون جينيه استرليني سنوياً لإزالة حوالى مليوني قطعة علكة مرمية يومياً على الطريق، نقلت عن مؤسسة الحكم المحلي في المملكة المتحدة إنه يجب إقرار ضريبة العلكة للمساعدة في تنظيف الشوارع البريطانية!
وتقدّم عدد من الأحزاب السياسية بعريضة مشتركة في البرلمان تطالب الحكومة بالقضاء على السلوك المزعج والقبيح الذي يُمارس في جميع أنحاء المملكة المتحدة وهو التخلّص من العلكة بلا مبالاة.
وتشير العريضة المُقدّمة للبرلمان إنه “يجب على الحكومة أن تُحمِّل منُتجي العلكة من أصحاب المليارات مسؤولية التكاليف الضخمة التي تسفر عنها منتجاتهم، ففي الوقت الحالي هم لا يدفعون شيئاً ضمن هذه التكاليف، مضيفة أنه يجب فرض ضريبة العلكة على هذا القطاع للمساعدة في التعويض عن التكاليف الفاحشة والتي لا يمكن تحمّلها وتضطر المجالس المحلية أن تتحملها في الوقت الراهن- والتي تشتت التمويل بعيداً عن الرعاية الاجتماعية، والإسكان، والخدمات المحلية الضرورية.
وقال المستشار مارتين تيت المتحدث باسم شؤون البيئة لدى مؤسسة الحكم المحلّي إن العلكة تعد بمثابة طاعون على أرصفتنا، إنها قبيحة.. إنها بشعة وغير مقبولة’.
هي دولة عظمى تحاول الحفاظ على بيئتها، ولكن هل تساءلنا كم سيكون المبلغ المجني جرّاء تلك الضريبة المفروضة؟ وقد سبق بريطانيا الكثير من الدول غير المتطوّرة حتى، الحسرة على لبنان الذي لم يستطع في مطلق الأحوال التخلّص من نفاياته بشكل صحّي وسليم!
قد يستهزأ البعض بهذه الفكرة في ظل نفايات افترشت طرقات بلدنا وتلوّث جعل لبنان في المرتبة الثالثة عالمياً، لكن الرحلة دائماً تبدأ بخطوة!
إلى اليوم والخطط المرسومة لمعالجة أزمة النفايات في لبنان لا تزال بدائة تعتمد المحارق أو الطمر، فبريطانيا تغرّم استعمال العلكة والمواطن اللبناني يمضغ نفاياته مع كل سمكة أو دجاجاة أو خضار يتناولها، ويتنشّق رائحتها مع كل نفس يأخذه!!
