كيف وصلت سلحفاة بحرية من الاسكندرية أو من البحر الأحمر إلى القاهرة؟ هل تم تهريبها بغرض الاتجار بلحمها ودمها وقوقعتها ؟
سؤالان ليس ثمة من يجيب عنهما حتى الآن، وما يثير الانتباه أن السلطات المعنية لم تتدخل بالشكل السليم لتؤدي أبسط مهمة في توفير العلاج لهذه السلحفاة وإعادتها لبيئتها الطبيعية بشكل سريع وطارئ فهذا النوع لا يمكن أن يتعافى بعيدا عن بيئته الطبيعية، علما أن جمهورية مصر العربية سباقة في العمل على حماية بيئتها البحرية وتنوعها البيولوجي وهذا ما يترك الكثير من علامات الاستفهام أيضا، والكثير أيضا من الغموض.
ما تجدر الإشارة إليه في هذا المجال، هو أن “سلحفاة القاهرة” وهي من نوع Loggerhead السلحفاة ذات الرأس الضخم باتت قضية تبناها ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولا سيما على صفحات خاصة تهتم وتعنى بالسلاحف والحيوانات ، إلا أن هذا الأمر لم تقابله السلطات المعنية باتخاذ إجراء سريع، خصوصا وأنه، بحسب ما توافر لدينا من معلومات، فإن السلحفاة أحضرتها سيدة إلى حديقة حيوان الجيزة، في حالة يرثى لها، وتم وضعها في حفرة صغيرة بالكاد اتسعت لقوقعتها وهكذا إجراء لا يليق بحديقة حيوانات من المفترض أنه لديها طاقمها الطبي والعلمي وتعمل كمركز إنقاذ رسمي لجمهورية مصر العربية.
بعد أن تم تسريب صورتين ليومين متتاليين للسلحفاة وهي ملقاة داخل الحفرة كان لا بد للناشطين أن يناشدوا الجهات المعنية إلا أنه لم يتم اتخاذ الإجراء المناسب بحقها .
تكتم وتورية
وعلم greenarea.info أن الناشطة “دينا ذو الفقار” تواصلت مع إدارة الحديقة خلال تفقدها للسلحفاة، وكان هناك تجاوب بحسب ما أعلنت ذو الفقار بحيث تم تأمين بركة بدلا من الحفرة، تفتقر لمياه البحر، واستعيض عنها بمياه عادية أضيفت إليها كميات من الملح، وهذا إجراء ضروري لكنه غير كاف، ذلك أن المطلوب نقلها على وجه السرعة إلى منطقة البحر الأحمر أو الاسكندرية للتعافي في بيئتها الطبيعية بالتنسيق بين ادارة الحديقة وقطاع المحميات .
والغريب في الأمر أن هناك تكتما وتورية حول وضع السلحفاة ولم يصدر أي بيان رسمي يعلن عن مصيرها ، هل ما تزال هناك؟ أم هل نفقت؟
كل هذه الأسئلة لم نجد من يجيب عنها، على الرغم من تواصلنا مع عدد من الناشطين المصريين، إلا أن أحدا منهم لم يرد ذكر اسمه لاعتبارات وأسباب مختلفة، وإن كان يجمعها عدم الخوض في موضوع ينحصر الاهتمام فيه بالجهات المعنية كوزارتي الزراعة والبيئة على سبيل المثال.
تجربة غرين ايريا
في سياق متابعتنا لعدد من السلاحف البحرية المصابة، تمكنت “جمعية Green Area الدولية”، بالتعاون مع وزارة الزراعة وناشطين والدفاع المدني الانقاذ البحري ومستشفيات خاصة من إنقاذ سلحفاتين، إلا أن هذه السلحفاة موجودة الآن في غير بيئتها الطبيعية، وهذا يعني “حكما بالاعدام”، وثمة ضرورة لنقلها إلى البحر ومتابعة علاجها من خلال فرق مختصة وهي متوافرة في مصر.
كما لا بد من الأخذ بالاعتبار أن فترة العلاج ستطول، كما هو الحال مع السلحفاة “لاكي” التي تابعنا علاجها لنحو سنة كاملة، وبالتأكيد، فإن حال “سلحفاة القاهرة” شبيهة بحال “لاكي”، أي أنها تعرضت لصدمة، خصوصا في نقلها مسافة طويلة إلى القاهرة.
وأكد متابعون لـ greenarea.info أنهم سيتابعون وضع السلحفاة بالتنسيق مع الجهات المعنية، لا سيما وأن وجودها في حديقة حيوان الجيزة لا يمكن أن يوفر لها فرص نجاة، ولا بد من تضافر جهود الناشطين مع المختصين وتأمين نقلا سريعا إلى البحر الذي يعتبر عالمها ووجودها فيه يمثل جزءا من العلاج.