قد لا يصدق البعض أن عدداً كبيراً من الأطفال يمارسون العادة السرية في سنٍ مبكرةٍ للغاية قد تبدأ من الثالثة. لكن مهلاً، فهذه العادة غير مرتبطة في كثير من الأحيان بأي رغبة جنسية، بل أنهم يرون فيها متعةً غير عادية.
ومن الصعب تخيّل أن يمارس الطفل هذه العادة دون وعي أو بلا سبب، إلا أن الكثير من الأمهات يتعرضن لهذا المشهد، وهو لا يعني إهمالها في تربية طفلها. فما هي أسباب ممارسة الطفل لهذه العادة في عمر مبكر؟
هي تعكس غالباً القلق و التوتر و عدم الاستقرار الذي يعاني منه الطفل و قد تصبح مشكلة كبيرة إذا تمت ممارستها بكثرة أو تمت ممارستها أمام الناس
و قد يكون سببها الفراغ الذي يعاني منه الطفل لعدم وجود من يلعب معه كأن يكون وحيداً مثلا أو لا يوجد عنده هوايات معينة أو رياضات نهارية أو عنده شعور بالدونية كأن يشعر أنه غير محبوب من الآخرين خاصة الوالدين أو عدم التفوق بالمدرسة أو عدم وجود أصدقاء بالمدرسة
العلاج السلوكي
القاعدة الأولى في علاج العادة السرية هي التفهم:
و يعني العمل على إيجاد أسباب القلق و التوتر بدلأً من مهاجمة العادة السرية مباشرة
القاعدة الثانية هي صرف الانتباه :
كأن يوجه الطفل لنوع من الألعاب لم يلعبه مسبقاً و مشاركة أحد الوالدين معه باللعب و قضاء وقت مسلي و ممتع معه و تقديم مزيد من الحب و الاهتمام و الحنان له و البقاء معه في غرفة نومه قبل النوم وقت أطول لكي لا يشعر بالملل و الوحدة و نقرأ له قصة قبل النوم
القاعدة الثالثة : هي المواجهة :
وهي تعني أن نوضح للطفل بأسلوب لبق ضرورة عدم ممارسة العادة السرية و أن هذا الموضوع ليس مزحة أو تسلية بل عيب و غير لائق اجتماعياً و من الملائم عندما تكتشف الأم أن طفلاً لها يمارس العادة السرية أن تقوم بالتعبير عن عدم رضاها عن هذا التصرف بشكل حازم و مستقر أمام الطفل و لا تكون مهتزة أمامه أو تصاب بنوبة غضب هيستريائية بل تخبره بنبرة قوية حازمة هادئة حنونة أن يغعل ذلك مجدداً
من الخطأ أن تخبر الطفل أن العادة السرية سوف تؤذي أعضاءه التناسلية أو تصيبه بالأمراض أو تفقده عقله لأن الطفل الحساس وضعيف الثقة بنفسه والذي يعاني من قلق نفسي داخلي قد يودع هذه التهديدات و المخاوف في قلبه و عقله الباطن فيقترن الخوف من الجنون و المرض بالخوف من الجنس مستقبلاً و قد يصاب بالعجز الجنسي
التربية الذكية