كشفت منظمة الصحة العالمية عن معلومات خطيرة حول مياه الشرب المعدنية، وأعلنت قبل أيام عن إعادة النظر في المخاطر المحتملة لوجود بلاستيك في مياه الشرب، بعد دراسة حديثة أجرتها منظمة أميركية غير ربحية تؤكد على أن عبوة المياه المعدنية الواحدة يمكن أن تكون ملوثة بآلاف الجزيئات البلاستيكية.
وتقول الدراسة التي أجرتها منظمة “أو آر بي ميديا” أن الدراسة، التي أجرتها بالتعاون مع جامعة نيويورك الحكومية شملت فحص 259 عبوة بلاستيكية من 11 علامة تجارية عالمية أحدها توزع منتجاتها بالمغرب، وأن النتيجة قادة لاكتشاف أن المياه الموجودة داخل تلك عبوات المياه البلاستيكية تحتوي على ملوثات بلاستيكية ونيلون وبوليمرات
وتساوي جزيئات البلاستيك التي تم اكتشافها 0.1 مم، مشيرة إلى أنه تم اكتشافها باستخدام الأشعة تحت الحمراء، إضافة إلى اكتشاف جزيئات أخرى أصغر حجما.
المغاربة يقتنون مياه معدنية باهظة؟
يشترون المغاربة قنينات المياه المعدنية بأثمنة باهظة، رغم الثروة المائية بالمغرب، حيث يباع اللتر الواحد المعدني على سبيل المثال بـ 6 دراهم ، بينما قد يباع اللتر من المياه المعدنية في دول أوروبية مثلا بأقل من ذلك.
وعلى الرغم من أن المغرب يتوفر على 22 مليار متر مكعب من الموارد المائية العذبة، والتي تتوزع بين %81 من المياه السطحية، و%18 من المياه الجوفية، الأخيرة التي تأتي منها المياه المعدنية، أي أن هناك 3,5 مليار متر مكعب من هذه المياه جاهزة فعليًا للاستغلال، لكن قطاع تعبئة المياه المعدنية الطبيعية والمياه المعالجة ينتج فقط 430 مليون لتر من المياه سنويا.
لكن المعلومات التي كشفت عنها المنظمة الصحة العالمية بخصوص المخاطر المحتملة لوجود بلاستيك في مياه الشرب المعدنية، لاشك ستؤثر على المغاربة ، إذ حسب الجمعيات المغربية المختصة لحماية المستهلك، دعت إلى إجراء تحاليل مختبرية في المغرب، والكشف عن النتائج هذه الاختبارات بكل شفافية ومصداقية.
ودعا المسؤول عن الجامعة المغربية لحماية المستهلك بوعزة خراطي في تصريحات صحفية وزارة الصحة والمصالح المختصة إلى مراقبة جودة المياه المعدنية بعد هذه الدراسة المثيرة للجدل؛ ولكنه سجل “عدم صدور أي تقرير يمس المياه المعدنية بالمغرب، نظراً لقرب القطاع من صناع القرار”، على حد تعبيرة.
ويذكر إجمالي إيرادات سوق قطاع المياه المعدنية يبلغ 450 مليون درهم سنويا، أي ما يعادل 39 مليون دولار، بالرغم من ضعف الاستهلاك، إلا أن الأسعار الباهظة التي تباع بها قنينات الماء المعبأة، جعلت من هذه الثروة المائية، منجما ذهبيا للشركات الخاصة.
