يستعمل سكان المناطق الجبلية في المغرب الحطب بشكل كبير، إذ أن هاجسهم الاول والأخير هو جلب الحطب لاستخدامه في استخدمات متعددة مثل التدفئة أو طهي الطعام.
وحسب إحصائيات رسمية يصل معدل استهلاك الحطب إلى 11,3 طن سنويا، 88 في المائة منها – أي ما يعادل 10 ملايين طن – تستهلك في الوسط القروي .
كما أن الغابة تمثل المصدر الأول للحطب بنسبة 53 في المائة، تليها الموارد الفلاحية بنسبة 28 في المائة، ثم الأشجار الفلاحية بنسبة 19 في المائة.
وفي الأطلس المتوسط فقط ، تستهلك كل أسرة بين 10 و30 طنا من الحطب سنويا، مما يؤدي بشكل كبير إلى استنزاف الثروات الغابوية.
لكن بعض الفاعلين في المجتمع المدني، فكروا في مبادرة هامة قصد التوفير في استهلاك الحطب. تتمثل هذه المبادرات في استغلال الطاقة الشمسية في الطهي، عن طريق أفران شمسية تقوم بتجميع الطاقة الشمسية وتوفير الحرارة اللازمة للطهي خصوصا في المناطق الجبلية جنوب المغرب.
و انطلقت تجربة الأفران الشمسية منذ سنوات في قرية “آيت أوفي” و “آيت سدرات” نواحي مدينة ورزازات، ونواحي مدينة “تيغنر” أيضا ثم لاقت نجاحا كبيرا في كثير من القرى في المغرب.
و من بين أسباب نجاح تجربة الأفران الشمسية، أنها بيئية وجد اقتصادية، إضافة إلى دورها الكبير في حماية البيئة وتوفير الكثير من الوقت والعناء خصوصا لنساء القرى اللواتي يقطع مسافات طويلة لجلب الحطب الذي كان يستعمل في الأفران التقليدية.
كما أن الأفران الشمسية ستمكن من مكافحة إتلاف الغابات، والتقليل من اعتماد الناس على الغاز.
ويذكر أن العالم اتجه إلى استخدام الأفران الشمسية لسعرها الرخيص ولعدم وجود أثار جانبية ناتجة عن استخدامها فهي تعمل بالطاقة الشمسية في الهواء.
تقوم فكرة الفرن الشمسي على تجميع الاشعاع الشمسي عن طريق السطوح العاكسة والاستفادة من الاشعة المتجمعة في الطهي، اذ يمكن ان تصل حرارة الطباخ الشمسي العادي الى 500 درجة مئوية فيما قد تصل حرارة المركزات الشمسية الى اكثر من 1500 درجة مئوية. ويصلح الفرن الشمسي للاستعمال في البيئات الحارة والمعتدلة وهو مناسب جدا في المناطق الصحراوية النائية كذلك في الدول الفقيرة بموارد الطاقة والتي يعتمد سكانها على الحطب الذي يسرقونه من الغابات لتأمين حاجاتهم من الطاقة للطبخ والتدفئة.
