هي ممارسات لاإنسانية بحق الخيول، هذه الكائنات الأجمل والأكثر أصالة وعراقة على الإطلاق، والتي قيل يوما أن “الخير معقود بنواصيها”، ممارسات لاأخلاقية ترقى إلى القرون الوسطى، لا يقرها عقل أو منطق، ممارسات تؤكد أن قانون حماية بالحيوانات والرفق بها، والذي وقعه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وأصبح نافذا منذ أواخر العام الماضي، بات يستدعي خطوات أكثر جدية في مواجهة من يتخطى مضامينه، فالمسايرة قوضت هذا القانون، وكذلك الاستنساب وتغطية المرتكبين.
إن تعنيف حيوان يعني لزاما أن هيبة الدولة على المحك، وأن ثمة من يصادر دورها وحضورها لصالح الفلتان والفوضى، وإلا كيف نفسر قيام أحد تجار الخيول تحت أنظار العديد من الأشخاص، بضرب حصان بصورة وحشية، لم نرها حتى في أفلام “الكاوبوي” الأميركية، ذلك أن ثمة فرقا بين الترويض والتعنيف، وما تم توثيقه في هذا المجال، هو فضيحة مدوية تنتظر من يتحرك ليقتص من الجاني، بمنطوق القانون عينه الذي أبصر النور ليخنقه للتو من لم يرعووا في غياب العقاب والقصاص.
حالات الاستنكار لم تعد كافية
في الشريط المصور الذي تلقى موقعنا greenarea.info نسخة منه، لم يقتصر الأمر على ضرب الحصان بقضيب معدني فحسب، ذلك أنه بدلاً من أن يتقدم أحدهم من الأشخاص المتواجدين في المكان لردع المعتدي، تطوع شخص آخر وكال الضربات على الحصان في مشهد يندى له الجبين.
هي فضيحة موثقة بالفيديو قام بها من يفترض أنه مؤتمن على على حياة تلك الكائنات التي يعتاش من الاتجار بها ورعايتها.
ليست أولى الممارسات ولن تكون آخرها، ولكن إن لم يتم ردع المعتدين على هذه الحيوانات، سنظل نعد ونحصي الإجرام الذي يجسده الإنسان بحق هذه الحيوانات، فالتعنيف أصبح يطاول الحيوانات كافة بشكل يومي خصوصا مع عدم تطبيق القانون.
حالات الاستنكار لم تعد كافية، فالتعديات المستمرة أصبحت تشكل تهديدا واضحا قد يمتد الى البشر، لأن العنف لا يولد إلا العنف، وحالة السكوت التي شهدناها في الفيديو ما هي الا انذار على تجسيد ثقافة العنف والقبول بها، لذلك نطالب في “جمعية غرين ايريا الدولية” بفتح تحقيق سريع في هذه الحادثة، وانزال أقصى العقوبة بمرتكبيها مهما كانت الاسباب، لأننا ندرك أن ليس ثمة سبب لهذا التفلت من كل القيم والمناقب.
مخالفة لقانون الرفق بالحيوان
وبحسب مصدر مسؤول في وزارة الزراعة، وفي حديثه لـــ greenarea.info، فإن “هذه الطريقة في التعاطي مع الخيول مرفوضة بالمطلق، ومخالفة لقانون الرفق بالحيوان، وعليه سيتم اتخاذ الإجراء اللازم بحقه ومتابعة الموضوع، خصوصا وأنه لدينا كامل المعطيات واسم المعتدي وهو أبو عدنان محمد البلي في احدى مزارع طرابلس”.
كما أبدى الطبيب البيطري إيلي رزق الله لـــ greenarea.info استنكاره، وعبر عن غضبه حيال “التعدي بالضرب المبرح على الخيل”، قائلا أنه “ما من سبب يبرر هكذا فعل، وعلينا كبشر التعامل مع الحيوانات برأفة أكبر وأن نستوعبها فنحن عاقلون وهي لا تعقل وعليه لا تعامل بمثل هذه الوحشية”.
وأضاف رزق الله: “قمت بنشر الفيديو على صفحتي بعد مناشدة وصلتني من احد المواطنين، ووضعته برسم الجمعيات والجهات المعنية للتدخل السريع، لأنه من المؤسف ان لا يطبق القانون الى اليوم، وقد رأينا نموذج الغبيري، وكيف لم يؤخذ بعد الاجراء اللازم تجاه المجزرة التي ارتكبت بحق الكلاب فيها وفي غيرها من المناطق وأيضا”.
https://youtu.be/p2Y-Io-YZck