يمكن للمجتمع الدولي اليوم أن يطلق لقب “السمسار” على الرئيس الاميركي “دونالد ترامب”، الذي طالب السعودية دون خجلٍ أن تدفع له فاتورة بقائه في سوريا وتكاليف تدمير البنى التحتية فيها ، فبعد أن أعلن عن نيته سحب قواته من سوريا في القريب العاجل، استدرك قائلاً: “إذا أردتم أن نبقى في سوريا… ربما يجب أن تدفعوا”، شارحاً فكرته للصحافيين بقوله :أن الوجود الأميركي المكلف جداً ساعد دولاً كثيرةً، لكنه لم يخدم الولايات المتحدة.
طالبهم علناً وبوقاحة الأميركي المعتادة، بدفع مبلغ أربعة مليارات دولار اميركي،لإعادة إعمار المناطق التي تخضع لنفوذ قوات حليفة للبلدين في سوريا، وهو ذاته الرئيس الذي وعد إبان حملته الانتخابية في فرجينيا بأن دين بلاده ال19 تريليون دولاراً، سيدفعها الخليجيون مذكراً إياهم: لا تنسوا دول الخليج، من دوننا ليس لها وجود”. .
يحق له أن يَفخَر بأنه أوجد سوقاً كبيراً للسلاح في العالم العربي، تحت راية “الربيع العربي”، يبيعهم أسلحة ليقتلوا بها الفقراء الأبرياء، فيما تنعم اسرائيل بالأمان والإستقرار، ولكن الأمر المثير للسخرية هنا هو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” أمر وزارة الخارجية بتجميد مئتي مليون دولار، كانت مخصصة للمساهمة في إعادة إعمار سورية.
نعم لقد رصدوا مبلغ مئتي مليون دولار، وهم الذين خصصوا تريليونات لتدمير بلادنا بأكملها( يقول ترامب نفسه: صرفت واشنطن سبعة تريليونات دولار في حروب الشرق الأوسط)،تريليونات تسببت بدمارٍ طال البيئة البرية والبحرية، والموارد الأساسية للحياة الطبيعية، طال البشر والحجر، لوَّث كل شيء، أنهك الإقتصاد الوطني، هَجَّر ستة ملايين سوري، جلَّب الأوبئة والأمراض، دماراً ترافق مع نهب الأثار والثروات الباطنية، وأدى الى تدهور الحياة بكل مناحيها.
يقتلون بتريلونات الدولارات، ويعمرون بــ “الفراطة” !!!
ليس وحده ترامب الذي يشارك في تدمير بلداننا، فالبريطانيون لايقلون مكراً وكراهية للشعوب في منطقتنا، يحرقون الأخضر واليابس بحجة أنهم يدافعون عن الشعوب وعن حرياتها ، حيث دخلوا في الحرب على اليمن كشريك غرق ولايزال في وحول المجازر التي يرتكبها التحالف هناك بقيادة السعودية ، فقد جاء في افتتاحية صحيفة الغارديان البريطانية عقب زيارة محمد بن سلمان الى المملكة البريطانية ما يلي: “رغم ما قيل بأن رئيسة الوزراء تيريزا ماي (عبرت عن قلقها العميق) بشأن اليمن، إلا أن بريطانيا تتفاخر بتقديم الدعم الإنساني من جهة، وتقوم بإمداد الأسلحة المسؤولة عن أكبر كارثة إنسانية من صنع الإنسان، وتدعم الحملة الجوية السعودية من جهة أخرى”.
وأن مبلغ مئة مليون جنيه إسترليني، الذي قدمته السعودية الى بريطانيا،خلال زيارة بن سلمان، إنما هو محاولة لتبييض سمعة السعودية، بسبب دورها الرئيسي في الحرب على اليمن، وليس كما تقول وزارة التنمية الدولية، إنها من أجل تقوية البنى التحتية في الدول الفقيرة.
واشترى ولي العهد في مملكة الرمال، خلال زيارته تلك، 48 مقاتلة “تايفون”، من صنع شركة “بي إي إي سيستمز” ، البريطانية ( واحدة من أكبر ست شركات موردة لوزارة الدفاع الأمريكية) مع العلم أن السعودية تملك 72 منها، وتستخدم كلها في قتل أطفال اليمن.
بن سلمان، ذاته ( المدعوم مباشرة من بعض المسؤولين في “وول ستريت” والبيت الأبيض مثل اليهودي الارثوذكسي”جارد كوشنر” صهرالرئيس ترامب)، أعلن في مقابلة أجراها معه رئيس تحرير مجلة “ذي اتلانتك” الأميركية جيفري غولدبرغ ( وهو صهيوني يميني)، أن للإسرائيليين الحق في أن تكون لهم أرضهم على غرار الفلسطينيين، وأضاف بن سلمان: انه لا يوجد أي إعتراض ديني على وجود دولة اسرائيل.
نحن في سوريا نقول للسيد ترامب ، من دعَاكَ كي تُنفق تريليونات الدولارات في الشرق الأوسط؟
ما أنتَ إلا غازٍ، وقح تنهب الشعوب، وننصحك قبل أن تفكر بإعادة إعمار سوريا، اذهب وعَمِّر نيو أورليانز (بعد مرورعشر سنوات على إعصار كاترينا لا يزال 40 في المائة من الولاية مدمراً، بحسب ناشيونال جيوغرافيك).
ونقول لولي العهد السعودي : إشتر ما تشاء من الأسلحة لقتلِ إخوتك، فكل من طبخ السُم لسوريا، سيأكل منه، والطوفان قادمٌ إليكم.