يتعرض اليمن للقصف من جبهات متعددة الإتجاهات، وإن كان لا بد من الحرب التي دخلت بها البلاد، فإن اليمنيين لا يموتون بسبب الحرب بقدر ما يتعرضون لأزمات صحية وأوبئة تفاقمها أزمة الخدمات الإجتماعية وغياب الكهرباء .. فتكبر حصيلة الضحايا يوماً بعد يوم!

تقول منظمة الصحة العالمية إن الأوبئة الفتاكة حصدت خلال الأعوام الثلاثة الماضية أرواح يمنيين، أكثر مما فعلته نيران الحرب المستعرة منذ أواخر أيلول – سبتمبر 2014 .

ويأتي مرض الكوليرا على رأس الأوبئة التي حصدت أرواح اليمنيين خلال العام الماضي، وذلك بتسببه بوفاة أكثر من ألفين و259 شخصا، وأكثر من مليون إصابة، فيما بدأت العشرات من أوبئة الأزمنة الغابرة بالعودة إلى الواجهة جراء انهيار المنظومة الصحية .  وتتوقع منظمة الصحة العالمية حدوث موجتين جديدتين من انتشار وباء الكوليرا، خلال العام الجاري، بالتزامن مع حلول موسم الأمطار في البلاد.

غياب الكهرباء وخروج 55  في المائة من المرافق الصحية عن الخدمة يفاقم من حدة الواقع المرضي، إلا أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي استطاعت  حل إشكالية ضعف مصادر الطاقة الكهربائية وصعوبة وصول المساعدات الطبية إلى المناطق البعيدة عن مراكز المحافظات باللجوء إلى معدات تعمل بالطاقة البديلة!

ورفدت الهيئة العديد من المستشفيات في حضرموت وعدن والساحل الغربي بمعدات “ثلاجات” تعمل بالطاقة الشمسية في ظل صعوبة تأمين الطاقة الكهربائية.. مما ساهم في توفير لقاحات التطعيم ضد الأوبئة والأمراض السارية وإنقاذ حياة عشرات ألاف الأطفال والنساء.

وقدمت الثلاجات الشمسية المتطورة حلا عمليا لمعضلة المحافظة على الأدوية والأمصال اللازمة لحملات التلقيح في ظل الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي في العديد من المناطق اليمنية بعد التدمير الممنهج الذي طال محطات التوليد وشبكات التغذية من قبل الميلشيات الحوثية.

وساعدت الثلاجات الشمسية في امتداد حملات التلقيح ووصولها لأوسع نطاق جغرافي ضمن المناطق المحررة خاصة المناطق الجبلية الوعرة التي تفتقر لوجود المراكز والمستوصفات الطبية.

وخلال عام 2017 سلمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في اليمن إلى مكتب الصحة العامة والسكان في ساحل حضرموت ثلاجات طبية تعمل بالطاقة الشمسية لتنفيذ حملات التحصين الأربع التي شملت 11 محافظة واستفاد منها 513 ألفا و489 من الأطفال دون الخامسة والفئات في سن الإنجاب والحوامل.

 

وتعمل هذه الثلاجات لمدة تزيد عن 10 أيام في الطقس الغائم ولمدة 170 ساعة باستخدام اللوائح الشمسية وهي أطول فترة استهلاكية دون الحاجة للكهرباء حيث يساعد توريد هذه الثلاجات في الحفاظ على فاعلية اللقاحات ضمن معايير سلسلة التبريد.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This