أصبحت مشكلة البلاستيك، أحد أكبر المشاكل البيئيّة التي تسعى الدول والمنظمات والأفراد لإيجاد الحل الجذري لها. لذلك يأتي موضوع يوم البيئة العالمي، الذي ستستضيفه الهند هذا العام، تحت شعار “التغلب على التلوث البلاستيكي” ، نظراً إلى الخطورة التي وصل إليها.
إنزيم آكل للبلاستيك
يسعى العالم أجمع للتخلّص من هذه المشكلة، إذ تتكاثر في الآونة الأخيرة الإبتكارات الهادفة لمعالجتها .وفي هذا الإطار، قال علماء في بريطانيا والولايات المتحدة، إنهم طوّروا إنزيماً يأكل البلاستيك قد يساهم في محاربة التلوّث في المستقبل.
وقد نشرت نتائج الإكتشاف في دورية، (بروسيدنغز أوف ناشيونال أكاديمي أوف ساينس)، حيث يستطيع هذا الإنزيم هضم مادة تريفثالات الإثيلين المتعدد، وهو شكل من أشكال البلاستيك أبتكر في الأربعينيات، و مستخدم حالياً في ملايين الأطنان من العبوات البلاستيكية. ويمكن للمنتجات البلاستيكية المصنوعة من هذه المادة، البقاء لمئات السنين في البيئة، وهي تلوّث حالياً مساحات كبيرة من الأراضي والبحار في أنحاء العالم.
وقد تم هذا الإكتشاف من قبل باحثون من جامعة بورتسموث البريطانية، ومعمل الطاقة المتجددة الوطني التابع لوزارة الطاقة الأميركية، خلال فحص بنية إنزيم طبيعي، يعتقد أنه تطوّر في مركز لتدوير المخلفات في اليابان.
مشاريع فردية
لا تقتصر مهمة الحد من تلوّث البلاستيك، على العلماء فقط بل هناك أيضاً، مبادرات فردية تهدف إلى التخلص من هذه المشكلة. منها على سبيل المثال، ما قام به ديفيد كاتز وهو المؤسس والرئيس التنفيذي لبنك البلاستيك، وهي شركة تهدف إلى وقف التلوّث البلاستيكي عن طريق تحويل النفايات إلى عملة نقدية.
تفصيلياُ ، وفي المناطق التي توجد بها متاجر رسمية، يمكن لهواة جمع النفايات البلاستيكية، أن يقوموا بتسليم النفايات مقابل الحصول على نقود، أو إئتمانات على حساب على الإنترنت، والتي يمكن إستخدامها فيما بعد لشراء أشياء عديدة، على الإنترنت مثل خدمات التأمين، شراء الهواتف ، وقود الطهي، والمواقد.
ووفق كاتز يقدّر أن هناك أكثر من 150 مليون طن من البلاستيك في المحيطات، كذلك فإن القيمة الموجودة هي 8.3 تريليون كيلوغرام من البلاستيك الذي تم إنتاجه على الإطلاق، وما زالت كلها تقريبا كمخلفات.
إضافة إلى أنّ لهذا المشروع فوائد أخرى، تتمثل في الحد من كل أشكال الفقر حول العالم، لنحو ما يقرب من 500 مليار شخص. فإذا تم إعتبار 8.3 تريليون كيلوغرام من البلاستيك، بسعر 50 سنتًا تقريبًا للكيلو الواحد، فهذا يعني إطلاق فرص سوقية تبلغ نحو 4 تريليونات دولار للعالم.
وتجدر الإشارة، إلى إطلاق هذه المبادرة في عدد من دول العالم، منها هايتي حيث بدأ العمل منذ عام 2015، والفلبين في عام 2016، كذلك تم توظيف الموظفين للتوسع في البرازيل، وهناك سعي للدخول إلى إندونيسيا، و إثيوبيا والقرن أفريقيا، فضلا عن الهند.
حقائق وأرقام
وفق الأمم المتحدة للبيئة، فإن العالم يستخدم كل عام 500 مليار كيس من البلاستيك، ينتهي المطاف في كل عام، بما لا يقل عن 8 ملايين طن من البلاستيك في المحيطات، أي ما يعادل شاحنة كاملة من القمامة كل دقيقة. بالإضافة إلى أنّه تم إنتاج خلال العقد الماضي، ما يفوق الإنتاج من البلاستيك في القرن الماضي بأكمله.
فضلاُ عن أن 50 % من البلاستيك الذي نستخدمه، هو بلاستيك يستخدم لمرة واحدة، أو يمكن التخلص منه.
ويشكل البلاستيك 10٪ من جميع النفايات التي تولد ، إذ يتم شراء مليون زجاجة بلاستيكية كل دقيقة.
مما لا شك فيه، أن المشاكل البيئيّة التي تكون بهذا الحجم العالمي، تحتاج إلى تضافر جهود كافة أفراد المجتمع، من منظمات وشركات وعلماء، لإيجاد الحلول الناجعة لها، قبل أن تفوق تداعياتها الحد الذي يسمح بالسيطرة عليها.