يطفو بين الحين والآخر شبح العطش من بين المشاكل البيئية التي يعاني منها  المغرب، لاسيما بسبب التقلبات المناخية. مؤخرا أفاد  تقرير صادر عن المعهد العالمي للموارد المائية، أن المغرب ضمن لائحة البلدان المهددة بشكل مباشر بالعطش، مبررا السبب كون نسبة امتلاء السدود بالمملكة خلال السنوات الأخيرة كانت ضمن النسب الأدنى في العالم.

وأضاف المعهد العالمي للموارد المائية أنه بالرغم من الأمطار الأخيرة، فإن مخزونات المغرب هي الأدنى منذ عقود، موضحا أن “الضغط على الموارد المائية سيرتفع في السنوات المقبلة”، ومشددا على أن المملكة ستواجه مخاطر ارتفاع الطلب وسوء الإدارة وتغير المناخ.

كما أظهرت صور الأقمار الاصطناعية تراجع منسوب السدود بشكل حاد في المغرب.

المغرب يتخذ إجراءات لمواجهة ندرة المياه

في وقت سابق، كان المغرب يعتمد فقط على السدود للتزود بالماء الصالح للشرب، عبر 140 سداً كبيراً و14 سدا في طور الإنجاز، لكن  أكدت تقارير وأبحاث  أن  نسبة الملء في هذه السدود بدأت تنحصر، ووصلت إلى مستوى متدن في ظل ضعف التساقطات، لهذا أصبح المغرب مطالبا بإيجاد حلول سريعة، من بينها استغلال مياه الأمطار التي تصب في البحر دون تخزينها.

ويبدو أن المسؤولين بالمغرب واعون بضرورة إيجاد حلول بديلة لمواجهة ندرة المياه مستقبلا، ومن بين هذه الحلول    تحلية مياه البحر لضمان أمنه المائي، إذ المغرب مجبر على إعادة هندسة نمط التزويد عبر هذا المصدر؛ و وفقا لتصريح  شرفات أفيلال كاتبة الدولة لدى وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء الملكفة بالماء “بعد العام 2030 يجب أن يتوفر  مناطق الساحل كلها في المغرب بدون استثناء، على أقطاب محطات تحلية المياه”.

كما أن المغرب بدأ في مدن الجنوب مثل أكادير والعيون والداخلة، في إنشاء مراكز تحلية المياه، إلا أنه مع تقلبات المناخ يرى الخبراء أنه يجب إنشاء محطات لتحلية مياه البحر جديدة في عدة مدن مغربية الساحلية من بينها الدار البيضاء، أكبر المدن بالمغرب إضافة إلى مدن الشمال مثل طنجة والحسيمة.

كما أن قطاع  الماء أصبح محفزاً للاستثمار الخاص،  خصوصا وأن القانون يسمح بالتعاقد والشراكة ما بين القطاعين العام والخاص،و تحرير إنتاج الطاقة الكهرمائية، وهذه العوامل استقطبت عددا من المستثمرين لبناء السدود ومحطات التحلية ونقل المياه من مناطق إلى أخر.

ويذكر أن  العطش وندرة المياه دفع عدد من المغاربة خلال الأشهر الماضية إلى الخروج في مظاهرات تطالب بإيجاد حل لندرة المياه، في ظل تراجع معدلات تساقط الأمطار السنوية والاستنزاف المتزايد للمياه الجوفية

وتعد مدينة زاكورة المدينة الأبرز التي شهدت احتجاجات متكررة خلال الفترة الماضية طالبت بتزويد السكان بماء الشرب، وعرفت إعلاميا باسم “احتجاجات العطش”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This