في ظل دق ناقوس الخطر حول ارتفاع حدة تداعيات التغير المناخي، وجد الباحثون أن حيوان البيكا يمكن أن يتعامل مع درجات الحرارة القصوى أفضل بكثير مما كان متوقعًا، حيث أثبتت الحياة الواقعية لحيوان البيكا أنها أكثر مرونة في مواجهة تغير المناخ مما ظن الباحثون في السابق,
والبيكا الأميركي هي الأقارب الأصغر للأرانب، وهي أصيلة في المناخات الباردة، وتفضل العيش بالقرب من قمم الجبال.
وكان من المعتقد على نطاق واسع أن هذه المخلوقات الصغيرة لا تستطيع البقاء على قيد الحياة في درجات الحرارة القصوى وكانت معرضة لخطر نفاذ الحيز عندما انتقلت إلى أعلى الجبال مع ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ, وعندما زار باحثون مواقع معروفة لحيوان البيكا في المناطق الأكثر دفئًا أو جفافًا في الحوض العظيم، وجدوا منازلهم فارغة وخلصوا إلى أن الحيوانات معرضة لخطر الانقراض في المنطقة, ومع ذلك، حصت دراسة جديدة أكبر مجموعة من السجلات لمواقع البيكا المأهولة والشاغرة في منطقة الأربع دول التي تشمل منطقة الحوض العظيم، وعُثر على الحيوانات الصغيرة في المناطق والمناخات التي لم يتم رصدها من قبل.
وجدت دراسة “توزيع والعلاقات المناخية وحالة البيكا الأميركية في الحوض العظيم، بالولايات المتحدة الأميركية” المنشورة في جريدة Arctic, Antarctic, and Alpine Research، أن البيكا توجد في ظروف رطبة وكذلك أكثر دفئًا وأكثر جفافًا من الموصوفة من المواقع المحدودة السابقة, حيث تم العثور على البيكا في الارتفاعات التي تمتد 7800 قدم ارتفاعًا، من 5350 قدم إلى أكثر من 13000 قدم، وعبرت 40 سلاسل جبلية في جميع أنحاء كاليفورنيا وأوريغون ونيفادا ويوتا, وعمومًا، جمع فريق البحث 2387 سجلًا لمواقع البيكا المأهولة، و 89 سجلًا للمواقع التي كانت مأهولة في السابق والتي تم العثور عليها شاغرة في وقت لاحق، و 774 سجلًا للمواقع التي تحتوي على علامات قديمة على سكنها من قبلها، ولكن لم يتسن التأكد مما إذا كانت هذه المخلوقات قد غادرتها بشكل دائم.
وأكدت الدراسة أنه بسبب هذه النتائج، فإن تغير المناخ ليس السبب الوحيد وراء تحرك حيوانات البيكا, وقالت كوني ميلار عالمة بيئية بحثية في محطة أبحاث المحيط الهادئ في جنوب غرب الولايات المتحدة، والمؤلفة الرئيسية للدراسة “يقدم هذا الدليل منظورًا جديدًا هامًا بشأن وضع البيكا في الحوض العظيم، وهذه النتائج تعطينا سببًا للاعتقاد بأن الأنواع قادرة على تحمل مجموعة أوسع من الموائل والظروف المناخية مما كان مفهوما من قبل”
