يُحَمّل المتابعون للشأن البيئي والحياة الطبيعية على كوكب الأرض، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مسؤولية كبرى في تدمير الحياة الطبيعية، وذلك كونه وفور تسلمه زمام الحكم أعلن انسحاب بلاده من إتفاقية باريس للمناخ، الهادفة إلى مواجهة التغير المناخي الناجم عن الإحتباس الحراري والتي وقعت عليها 196 دولة في ديسمبر/كانون الأول من العام 2015.. ، معتبراً أن الإتفاقية غير عادلة بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية ، وأنها ستسمح لدول العالم النامي بسرقة ثروات بلاده، متهماً الصين بفبركةِ كذبة التغير المناخي، فكانت تلك أولى خطوات السياسة الأميركية الترامبية (نسبة الى ترامب) غير المتوازنة والمتضاربة، التي تُهدد الحياة على كوكب الأرض.
ثم خطا الخطوة الثانية، على طريق تقويض الأمن والسلام العالمي، داعماً تجار السلاح، معلناً حروباً متنوعة (عسكرية، إقتصادية، وثقافية حضارية)، ضد كل أعداء “إسرائيل” ، فتمثلت خطوته تلك بأن ألغى الإتفاق النووي مع إيران، مهدداً المنطقة والعالم بخطر نشر سلاح الدمار الشامل (النووي)، وتوسيع مناطق الصراع الدولي، فيما كانت حكومة بلاده تمعن بفرض العقوبات الإقتصادية وتضييق الحصار على الشعب الإيراني ( أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أنّ :العقوبات القاسية التي فرضت على إيران هي البداية فقط).
بعدها قام “ترامب” هذا، بخطوته الثالثة، نحو زيادة بؤر التوتر والصراع العالمي، حيث ألغى لقاء القمة التاريخية المنتظر مع رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، وذلك على الرغم من إظهار بيونغ يانغ حسن نية للتوصل الى سلام عالمي، من خلال إعلانها التفكيك الكامل لموقعها للتجارب النووية.
وبموازاة كل خطوةٍ من تلك الخطوات، كان الرئيس ترامب وحلفائه، يزيدون دعمهم العلني للمجموعات الإرهابية العاملة على تدمير سوريا، بشكل ممنهج ومدروس، في خطوة (رابعة وخامسة وسادسة) خطيرة نحو تدمير منطقة الشرق الأوسط، بحجة نشر الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان، الى أن وصل حجم الخسائر نتيجة الحرب على بلادنا الـــ 120 مليار دولار، وليس 700 مليار دولار كما يروّج له الصندوق الدولي، في حين ستحتاج المدن السورية كلها الى مايقرب من خمسين مليار دولار(تحتاج مدينة حلب وهي الأكبر بين المدن المُدَمرة مايقارب خمسة مليارات دولار لإعادة إعمارها وفق نظام تخطيط المدن الحديثة)، بينما يُمعِن البنك الدولي في تقاريره كلها، في تهويل الأرقام لتصل الى مايقرب من 180 مليار دولار، بهدف إخضاع سوريا لقروض ٍ، لن تقوم للبلاد من بعدها قائمة.
وفي كل خطوة، كانت الولايات المتحدة وحلفائها من الدول الإستعمارية (بريطانيا وفرنسا) تعمل على تدمير الحياة الطبيعية في جهات العالم الأربع، ومن ثم تدعو لعقد المؤتمرات لدعم عملية إعادة إعمارها، لكنها رغم ذلك لم تلتزم حتى يومنا هذا، بإعمار حجر واحد في أياً من دول العالم التي عاثت فيها خراباً، بدءاً من فيتنام، ووصولاً الى العراق، ليبيا، اليمن وسوريا، ويجدر التذكير هنا بما سميَّ بُعيد الحرب العالمية الثانية، بمشروع إعادة إعمار المُدن في ألمانيا الغربية ( خطة مارشال1948-1952) والتي أقرضت الولايات المتحدة الأميركية بموجبها ،ألمانيا الغربية مبالغ (على الورق) وصلت الى 14 مليار دولار خلال خمسة سنين، ليتبين في ما بعد أن هذا المبلغ استفادت منه 17دولة اوروبية، فيما كانت حصة ألمانيا الغربية تعادل فقط عُشر ذلك المبلغ 1,4 مليار دولار، وقد أكد الكثير من المؤرخين أن الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا قد نهبتا ما يفوق المئة مليار دولار من ألمانيا، خلال فترة الحرب العالمية الثانية.
بالنسبة الى ترامب وشركائه، لا يحتاج تدمير أياً من بلدان العالم، أكثر من إجتماعين لمجلس الأمن ومؤتمر لإعادة الإعمار، هكذا وبكل وقاحة، فالحكومة الأميركية تقول أن طباعة ورقة من فئة الـ 100دولار، تُكلفها أقل من سنتاً واحداً، وعليه فهي مستعدة لتمويل الجيوش المأجورة (بلاك ووتر)، كي تنهب الكوكب برمتهِ.