لم تتحرك الدولة بسائر مؤسساتها المعنية إلى مستوى التحديات والمخاطر التي تواجه سلاحف البحر، ولم تتبنَّ خطة لتفسير ظاهرة نفوق هذه الكائنات البحرية بشكل غير معهود من قبل، وتحديد الأطر المناسبة لحمايتها درءا لانقراضها، مع أن سلاحف البحر تعتبر مؤشرا على صحة النظم الإيكولوجية البحرية.

وتزداد المخاوف مع ما كشف عنه مؤخرا رئيس مصلحة الابحاث العلمية الزراعية ميشال افرام، في تأكيده أن “ليس هناك مكان واحد على الشاطئ خال كلياً من التلوث، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، إنما هناك أماكن أقل تلوثاً من غيرها. فالجميع يعلم أن مجارير الساحل والجبال تصب كلها في البحر، هذا دون التطرق إلى النفايات”.

لا بل أشار افرام إلى أن مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية أجرت فحوصاً جرثومية وكيميائية ومعادن ثقيلة على عصارة النفايات، فتبين وجود معادن ثقيلة (زئبق ورصاص) وملوثات كيميائية وملوثات جرثومية وصلت إلى 3.1023 جرثومة بالملم المربع (أي أنها قنبلة جرثومية). فمياه البحر، مثل باقي المياه ملوثة جرثومياً، كيميائياً وبالمعادن الثقيلة (الزئبق، الرصاص)”.

 

خطة طوارىء ميدانية

 

لا نؤكد أن التلوث (خصوصا البلاستيك والمعادن الثقيلة)، هو السبب الوحيد لظاهرة نفوق السلاحف، لكنه جزء من المشكلة، والمؤسف أنه إلى الآن ليس ثمة قاعدة بيانات تحدد أعداد السلاحف النافقة، ولا أسباب نفوقها بالاستناد إلى عمليات التشريح، باستثناء ما قمنا به كـ greenarea.info بتوثيقه في سياق متابعتنا الإعلامية لهذه الظاهرة، بالتعاون مع ناشطين ومواطنين ومركز علوم البحار في البترون، فضلا عن متابعة جمعيتنا “غرين ايريا الدولية” في حدود المتاح لديها من إمكانيات.

غير أن ما خلصنا إليه في استنتاج أولي، هو أن مختلف الكائنات البحرية تواجد تهديدات جمة، ما يتطلب من الحكومة فور ولادتها تبني خطة طوارىء ميدانية، خصوصا وأن المشكلة لا تقتصر على خطر تراجع أعداد هذه الكائنات فحسب، وبعضها مدرج على القائمة الحمراء لـ “الاتحاد الدولي لصون الطبيعة” IUCN، وإنما تهدد حياة المواطنين مع تسرب الملوثات إلى السلسلة الغذائية، فضلا عن تلوث مياه الشواطىء وإن بشكل متفاوت بين منطقة وأخرى.

 

مبادرة أهلية

 

وسط التحديات الماثلة، وتحت عنوان “معا من أجل السلاحف البحرية”، نظمت “جمعية أمواج البيئة” لقاء تشاوريا حول السلاحف البحرية بالتعاون مع بلدية صور ومشاركة ممثلين عن: بلدية صور، اتحاد بلديات صور، فصيلة شواطئ الجنوب، الدفاع المدني، الإنقاذ البحري، وزارة الزراعة، مراقبة الصيد، أمواج البيئة، المركز اللبناني للغوص، غرين آيريا الدولية،  الجنوبيون الخضر، البيت البرتقالي، جمعية الحفاظ على البيئة، كشافة الرسالة، جمعية شباب قانا، المنتدى البيئي الجامعي، المركز اللبناني للإعلام السياحي والبيئي، منظمة CTM الإيطالية، OCTC ومستشار في الإدارة البيئية.

وأشار رئيس “أمواج البيئة” المهندس مالك غندور لـ greenarea.info إلى أن “الاجتماع جاء في إطار برنامج أمواج البيئة لمراقبة وحماية السلاحف البحرية الذي يعتمد على ثلاثة خطوط، هي: الأول لجمع المعلومات والمعطيات الواقعية عن مواطن السلاحف وتحركاتها والمخاطر التي تهددها على طول الشاطئ اللبناني عامة وشاطئ صور-الناقورة خاصة. الثاني: إجراءات الحماية ولافتات لتخفيف المخاطر حول مواطن السلاحف والمساعدة في تأمين الجو الملائم للتكاثر في موسم البيض والتفقيس. الثالث: حملة توعية وارشاد وتكثيف المواد الإعلامية والتواصل الإجتماعي وإنشاء شبكة مناصرة وحماية وصداقة مع السلاحف البحرية”.

 

تعزيز التعاون والتواصل

 

ولفت إلى أن المشاركين قدموا عروض تجارب ومداخلات وآراء تندرج في أهداف اللقاء”، وأكد أنه “جرى حوار من أجل بلورة خطوات علمية تعزز التعاون والتواصل وتفعيل دور الجمعيات المهتمة والمؤسسات الإدارية والأمنية لردع المعتدين وإنقاذ التي تتعرض للخطر”.

وحدد غندور “عددا من الأنشطة التي تتطلب مساعدة كل من يعنيه الموضوع من أجل وضع خريطة مواطن السلاحف على الساحل اللبناني مع تعريف موجز عن كل موقع، إصدار بروشور يتضمن تجارب الجهات والجمعيات المهتمة وإرشادات للحماية، وإنشاء موقع أصدقاء السلاحف البحرية للتفاعل وعرض وتبادل الأخبار والتعاون”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This