اطفالكم في خطر ! أنها الحقيقة القاسية التي لا يدركها الاهل بتجاهلهم لخطر الإدمان على الألعاب الإلكترونية الخطرة والمحفّزة على العنف الجسدي والنفسي وصولاً إلى الإنتحار!
ورغم التحذيرات إلا أن الرقابة ما زالت خجولة، فكيف نحمي جيل الغد من آثار التداعيات النفسية التي باتت تهدد مستقبله بالخطر النفسي المتأزم ؟
التنمّر يهدد الاطفال
في هذا السياق اهم ما اعلنه الاختصاصي في طب الاطفال الدكتور برنار جرباقة ل greenarea.info : “هناك تقريرمن الامم المتحدة صدر سنة 2016 يركز على موضوع العنف عند الاطفال تحت عنوان التنمر خصوصا على الانترنت بما يعني التحرش سواء من خلال التصرفات مع الاخرأو الاذية الجسدية والنفسية لان من خلال ذلك قد يصل الطفل الى الانتحار او الى وضع ميؤوس منه خصوصا و ان هناك عدة طرق للتنمر من اهمها العنف المعنوي والنفسي والعاطفي الذي من الممكن ان يؤدي الى كآبة لدرجة الانزواء وصولا الى الانتحار. حيث لاحظنا ان مثل هذه الحالات تكثر في المدارس و حتى في الجامعات حيث ان اكثر الاشخاص عرضة للاذية هم المراهقين نتيجة ردة الفعل العاطفية منهم وحولهم سواء من رفاقهم او من محيطهم الاجتماعي والدراسي لذلك نجدهم يتأثرون بالمحيط حولهم ان كان من ضغط رفاقهم او من خلال حياتهم اليومية خصوصا اذا تلقى المعنف اي تهكم من الاخرين سواء في اعاقته او في دينه و ايضا في لونه بهدف استضعافه للمزيد من الضغط عليه لكي يقوم بردة فعل قوية .”
و تابع الدكتور جرباقة :”اما التنمر من خلال الانترنت فيكون من خلال اغراء المدمن عليه مما يؤدي الى انغلاقه و بعده عن المجتمع لدرجة شرخه من حياته العادية الى الحياة الخيالية وبالتالي الى الوحدة واستضعافه، فينجر الى الامكنة الاكثر خطرا حيث العنف الجنسي مستباح في التجارة بالدعارة على صعيد الانترنت لان الذي ابتكرالعاب الانترنت محترف في صيد اكبر عدد ممكن من الاطفال في استعماله الابتزازالعاطفي كون الطفل لا شعوريا يفكربعواطفه اكثر من عقله مما يؤدي به الى الانتحار في حال لم نؤمن له اسس الرعاية و الحماية خصوصا في مرحلة المراهقة الدقيقة مما يصعب الخروج منها ليجد الانتحار وسيلة خلاص له بما يعانيه من ازمات نفسية خصوصا الطفل ذات الشخصية الضعيفة كونه يعيش في الانترنت بخياله ظنا منه انها هي الحياة. انطلاقا من ذلك في ظل انترنت غير مراقب اهم ما يجب على الأهل القيام به هو تحصين ابنهم لمواجهة اي خطر يتعرض له من قبل المفترس المختبىء بالانترنت بصورة طفل اخر لجذب اكبر عدد ممكن من الاطفال من خلال الالعاب الكترونية بطريقة مؤذية. وهنا على كل من الاهل والمدرسة لعب الدور الأساسي في الاضاءة على هذه المشكلة الاكثر خطورة ومعالجتها في الوقاية المسبقة و تأمين الحماية الذاتية للطفل كي يستطيع ان يتصدى للتنمر الخيالي .”
الرقابة خجولة لدى الاهل
من جهة اخرى حذرت المعالجة النفسية الاجتماعية شنتال خليل في حديثها ل greenarea.info: “بكل اسف هناك اهل يعطون اولادهم الهاتف كي يلتهوا به من دون ان يعرفوا نوعية الالعاب الكترونية فيه خصوصا و ان التلفون موصول على الانترنت حيث يستطيع الطفل باي عمر حتى في عمر ثلاث سنوات أن يدخل على اليوتيوب ولايعرف حسن الاختيار مثل فيديو الالعاب التي تشجع الاولاد على الالعاب المعنفة في عالم افتراضي من العنف والدم و القتل وللاسف يتم كثيرا تسويق هكذا العاب والاطفال ضحيتها نتيجة التأثر بها والادمان عليها بشكل مخيف حيث يتم تسويقها بشكل واسع لنصل في النهاية الى جيل مدمر .”
و اضافت خليل :”فاي ولد يلعب لمدة اكثر من ساعة مع التكرار ، يتاثر دماغ الطفل خصوصا امام المشاهد العنيفة في الالعاب الالكترونية مما يشعر تلقائيا انه امام خيارين اما يواجه اويخاف ليذهب الى مكان اخر والاسوء عندما يترجم مشاهد العنف الى الواقع ويشعر بلذة في الادمان على العاب الانترنت ضمن عزلة اجتماعية من عالم افتراضي ، فيولد عنده كابة لدرجة الانتحار.فالمطلوب اليوم زيادة التوعية في المدارس والجامعات لتحصين الاولاد و على الاهل ان يلعبوا دوراً اساسياً في حماية الطفل من اي خطر داهم خصوصا و ان الالعاب الكترونية الخطرة تمتهنها المنظمات الارهابية للسيطرة على دماغ الطفل وغسله بالعنف لدرجة قتل نفسه .”
قد يصل بهم الى الانتحار !
الى رأي الاختصاصي في طب الاطفال الدكتور منصور حجيلي الذي اوضح عبر ال greenarea.info: ” لقد اجريت عدة دراسات عن الاوضاع النفسية للاطفال خصوصا في مجال تأثير الالعاب على الاطفال حيث لمسنا ان الطفل اما يحاول تقليد البطل او ينتقم منه وهذه الحالات كثيرا ما تترجم بعنف بين الاطفال في ما بينهم وخصوصا في فترة المراهقة اما ان ينتحروا او يعملوا ردة فعل عكسية يخافون اوينعزلون عن الواقع. لذلك دور الاهل مهم في رعاية الطفل ليشرحون له تداعيات الالعاب الكترونية لان اي اهمال له في هذا الاطار قد يزيده توترا ووجعا في الراس لدرجة الانعزال الاجتماعي. لهذا يجب معرفة اي نوع من الالعاب طرحها للاولاد في مرحلة النمو الطفل لان اي اهمال من هذا النوع قد يؤدي الى القتل الجماعي مثلما حصل في انكلترا حيث قلّد الطفل البطل و قتل اربعة اولاد .”
اما الاختصاصي في طب الاطفال الدكتور روني صياد فشدد على اهمية احتضان الاهل اولادهم مما قال ل greenarea.info:”ان التاثير النفسي من الالعاب الالكترونية على الاولاد منذ زمن بعيد فكم من الاولاد يتاثرون بالسوبرمان ويحاولون تقليده من خلال القفز من الشرفة لذا ان مدى نسبة تاثيرها تختلف حسب شخصية الطفل وتوعية الأهل له ”
قد يلحق الاذى بنفسه
الى رأي المعالجة والمحللة النفسية شنتال خضرا التي حذرت من اي اذى يلحق بالطفل ليس فقط جسدي بل نفسي وهو الاصعب مما قالت ل greenarea.info: “هناك احتمال ان يؤذي الولد نفسه حسب شخصيته ومناعته في مواجهة عالم من الخيال من الالعاب الالكترونية دون الفصل في ما بينها من العالم الواقعي . وهنا دور الاهل في التشديد على رقابة الالعاب الكترونية سواء على الانترنت ام على التلفون لان الاذية التي تلحق الطفل بسببها ليس فقط الانتحار بل ايضا زيادة التعنيف عند الولد ليصبح عنيفا في شخصه وهذا مرتبط و هنا على الاهل مساندته و شرح له مضار اي لعبةيلعبها في تناول اليد .”
كما وان الاختصاصي في طب الاطفال الدكتور روبير صاصي الذي اعلن ان الالعاب الكترونية قد توصل بالطفل الى شنق حاله مما قال ل greenarea.info:” في السابق، كان الاطفال يلهون بالالعاب الكرتونية الى حد شنق انفسهم حيث واجهنا مثل هذه الحالة وعالجناها اما الحث على القتل الجماعي من وراء العاب الانترنت فلم نصادف بعد مثل هكذا نوع الا انه لاحظنا ان حالة العنف تزاداد عند الاطفال و الدليل على ذلك التدريب على حمل السلاح في الالعاب الالكترونية .”
الى رأي الاختصاصي في طب الاطفال الدكتور فيليب شديد الذي ركز على اهمية دور الدولة و الاهل لحماية الاطفال من اي تداعيات مما قال ل greenarea.info : “لم نواجه حالات من اذى جسدي للاطفال نتيجة الادمان على الالعاب الاكترونية انما مع ذلك نشدد على دور الدولة والاهل معا في تكثيف حالات التوعية كي لا يصل الطفل الى عند الطبيب اوعند المعالج النفسي للمعالجة .”