عندما أصرَّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب (السمسار)، على قرار الإنسحاب من إتفاقية باريس للمناخ، كانت حجته سياسية محضة تتلخص بأن: هذا الإتفاق سيكلف أميركا تريليونات الدولارات وسيقضي على وظائف ويعرقل صناعات النفط والغاز والفحم (تتركز معظمها في الولايات التي دعمت ترامب في حملته  الإنتخابية).

وبذات الحجج السياسية، أعلن في ما بعد وسط استغراب العالم أجمع إنسحاب بلاده من “الإتفاق النووي” مع إيران وكذلك من “منظمة اليونيسكو”، ومؤخراً الإنسحاب المدوّي من “مجلس حقوق الانسان”.

استغراب العالم هذا كان مبني على دعاية أميركية تقول أنهم حجر الأساس لتلك المنظمات وبدونهم لن تستمر أية منظمة، ولكن عملياً وفي نظرةٍ موضوعيةٍ نجد أنه لا يحق لها أصولاً أن تكون عضواً في اتفاقية المناخ، ولا حتى في برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)  ولا في أيةِ منظمة تدعو الى حماية الحياة الطبيعية على هذا الكوكب، فهي ثاني أكبر ملوث للبيئة في العالم (تُساهم بمايقدر بــ 16%. من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون CO2 الغاز الرئيسي المسبب لظاهرة الإحتباس الحراري) الذي سيدمر الحياة الطبيعية فيما لو إستمر، وهي أحد أكبر هادري مصادر الطاقة على كوكب الأرض (يرى الباحثون في قضايا الطاقة، أننا سنحتاج إلى  ثمانية كواكب إضافية، تملك ذات الموارد والثروات التي على كوكب الأرض،  فيما لو اتبع جميع سكان الأرض ذات النمط الاستهلاكي الذي يعيشه المواطن الأمريكي، في يومنا هذا).

وهي لاتزال  تتبع سياسات إستعمارية تعمل على تدمير التنوع البيئي والحيوي حول العالم، من خلال حروبٍ تشنها، وليس أدل على ذلك من دعمها للمجموعات الإرهابية في سوريا التي نهبت المحميات الطبيعية ودمرت موارد الطاقة، ولوثت الماء والهواء، وقتلت كل شيء حي.

كما لا يحق لها  أن تكون عضواً في منظمة حقوق الإنسان  Human Rights  كونها أحد أكبر وأهم أسباب الحرب على سوريا، والتي بدورها أدت الى حرمان الشعب السوري من أبسط الحقوق(حق المسكن والمآكل) مُشردةً مايقرب من سبعة ملايين إنسان سوري من منازلهم، حارمةً إياهم من ظروف الحياة الطبيعية (ومثلهم في اليمن والعراق وليبيا).

كذلك لا يحق لبلاد “ترامب” أن تكون عضوة في منظمة الصحة العالمية WHO وهي التي حرمت أكثر من أربعة ملايين سوري من حق الرعاية الصحية التي كانوا يتنعمون بها قبل الحرب  (ومثلهم بل أكثر في اليمن والعراق).

ولايحق لدولةٍ استعماريةٍ عملت جاهدة، في سوريا، على نهب وتخريب كل ما لهُ علاقة بالتراث العالمي، من خلال دعمها لفصائل متوحشة لاتفهم بأي شيء يمت للثقافات والحضارات تاريخياً، أن تكون عضواً في منظمة اليونيسكو UNESCO .

أيضاً لايحق لها أن تكون عضواً في منظمات حظر الأسلحة بأنواعها، كونها الداعم الأساسي للصناعة الحربية في إسرائيل( يشكّل الدعم الأمريكي حوالي 20 في المائة من ميزانية الدفاع في إسرائيل، و حوالي 40 في المائة من ميزانية الجيش الإسرائيلي، وكامل ميزانية شراء الأسلحة، ومن ضمنها الاسلحة النووية).

لايحق لها أن تكون عضواً في منظمة الأغذية والزراعة العالمية FAO وهي تدعم منظمات إرهابية تعمل سنوياً على إحراق ألاف الهكتارات من المحاصيل الزراعية، الأشجار المثمرة،الغابات الحراجية ومعها ألاف الانواع من النباتات العطرية الطبية النادرة، في سوريا.

لا يحق لترامب  أن يكون عضواً في منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونسيف UNICEF وهو المتسبب الأول بقتل أطفال سوريا وتشريدهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم في التعلم (3 ملايين طفل حرموا من التعلم إبان الحرب، ومثلهم حرموا من الأدوية واللقاحات ).

لا يحق لكم أن تكونوا عضواً في المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR)) ولا حتى في “الميثاق العالمي للهجرة”، وأنتم أكبر مُشَرِد للشعب السوري، ومن ثم المتاجرة به في مخيمات اللاجئين.

لا يحق للرئيس الأميركي أن يدخل الى أية منظمة دولية، قبل أن يتخلى  عن حلمه في لعِبَ دور الشرطي الذي يحكم العالم على مزاجيته، والذي يدخل في هذه المنظمة الدولية، لينسحب من هذا الإتفاق الأممي، يغزو الأمم ويُدمر الشعوب بوحشيةٍ مطلقةٍ، ومن ثم يدعو بإنسانيةٍ مفرطةٍ الى إعادة إعمارها…

وأما الدمار الذي تسبب به “ربيعكم العربي” المشؤوم و”شرق أوسطكم الجديد” للشعب والحضارة في سوريا.. فهذا لا تعيده المنظمات الدولية بعددٍ من مؤتمرات إعادة الإعمار .

 

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This