على ما يبدو فإن تداعيات التغيرات المناخية بدأت تلقي بثقلها فعلاً على بعض البلدان، بالتكافل والتضامن مع عدم تدارك حكومة البلد للخطورة وبالتالي تقاعسها في معالجة الأمر منذ البداية. وبعد أن كان الخبير في شؤون المياه في منطقة الشرق الأوسط صاحب الربيعي قد تحدّث لموقعنا  في مقال سابق عن تصحير العراق المتعمّد بسبب قرارات حكومية غير صائبة من جهة وتغيرات بيئية طبيعية بسبب الإحترار المناخي.. بدأت فصول التأثيرات السلبية تتوالى، فبعد تأثّر القطاع الزراعي بشكل أساسي في البلد، نفقت عشرات من رؤوس الجاموس في منطقة الأهوار في جنوب شرق العراق، بسبب انخفاض منسوب المياه في المستنقعات مما يهدد موارد الرزق للمقيمين في المنطقة منذ آلاف السنين. وتراجعت مستويات المياه في المستنقعات إلى الثلث من ذروة بلغت 1.35 متر. وقال رعد حبيب رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية إن ملوحة المياه ارتفعت إلى مثليها تقريبًا، وهو أمر على نفس القدر من خطورة انخفاض المياه!!

في هذا الغطار، قال مدافعون عن البيئة ومسؤولون في قطاع الصحة إن أعدادًا أكبر مهددة بالمرض مع انخفاض منسوب المياه. وأطلق العراق حملة لوقف انتشار الأمراض، سيتم بموجبها تطعيم حوالي 30 ألف رأس جاموس ضد البروسيلا والتسمم المعوي والحمى القلاعية، وكلها تتسبب في نفوق الجاموس.

الأمر الجدير بالذكر، أن منظمة التربية والعلم والثقافة اليونسكو أدرجت منذ حوالى العامين منطقة الأهوار على قائمتها لمواقع التراث العالمي. ما يدعو إلى التساؤل عن سبب تقاعس الدولة في حماية موقع على هذا القدر من الأهمية، خصوصاً وأن أصابع الاتهامات  تطال بالدرجة الاولى تراجع أولوية الزراعة لدى الحكومة المركزية وعقود من سوء إدارة الموارد المائية.

والأهوار التي يغذيها بالمياه نهرا دجلة والفرات منطقة شاسعة للصيد على الخليج وموطن لأنواع مختلفة من الطيور المحلية والمهاجرة بين سيبيريا وأفريقيا. وكانت الأهوار تغطي تسعة آلاف كيلومتر مربع في سبعينيات القرن الماضي لكنها تقلّصت إلى 760 كيلومتراً مربعا بحلول عام 2002. وبحلول أيلول/سبتمبر 2005 جرت استعادة نحو 40 في المئة من المنطقة الأصلية ويقول العراق إنه يستهدف استعادة ستة آلاف كيلومتر مربع في المجمل.

وكأن العراق لا يكفيه ظلم الإرهاب، الإستعمار والحروب المتكررة، ليأتي الحرمان من الداخل مائياً زراعياً وحيوانياً فتشمل المعاناة البشر والحجر معاً

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This