وقعت دول الإتحاد الأوروبي كلها، على إتفاقية باريس للمناخ، التي تدعو الى الحفاظ على الحياة الطبيعية على سطحِ كوكب الأرض، ومن بين الموقعين كانت الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي “الناتو” (NATO) ذو القوة العسكرية العملاقة، والتي تعمل منذ منتصف القرن الفائت(1949)، على غزو دول العالم، النامية والفقيرة، تلك الدول شاركت وتشارك في تحالف إستعماري تقوده الولايات المتحدة الأميركية، يسعى بكل قواه الى تدمير كل أشكال الحياة في الكثير من دول العالم، ومن بينها سوريا.
وهي(أي دول الناتو الأوربية) في معظمها دول مُصنّعة أو مُصدّرة من الدرجة الأولى للسلاح، لابل وتدعم منظمات إرهابية تقاتل على الأراضي السوريةِ، بمختلف أنواع الأسلحة المتطورة، لابل وبينها دولتين حليفتين لواشنطن، ومن المؤسسين الأوائل للحلف ذاته (فرنسا وبريطانيا)، ورغم كل ذلك، عمل الرئيس الأميركي المهووس دونالد ترامب على توبيخ وتهديد هذه الدول ، مطالباً إياها بزيادة إنفاقها العسكري، لتُجَاري بذلك روسيا، بحجة أن روسيا أصبحت خطراً على العالم، متناسياً أن بلاده تشكل أكبر خطر على البشرية، كونها تحتل المرتبة الأولى عالمياً، من حيث الإنفاق العسكري ( يشكل إنفاقها العسكري 43% من الإجمالي العالمي، الذي تجاوز 1.67 تريليون دولار أمريكي). وكون مجلس النواب الأمريكي رفع ميزانية وزارة الدفاع لهذه السنة الى 700 مليار دولار، وكونها تنشُر حوالي 800 قاعدة عسكرية إستعمارية في سبعين بلداً حول العالم .
بوقاحته وجنونه المعهودين ، ضغط الرئيس ترامب، حفيد قتلة الهنود الحمر، على الدول الأوربية الأعضاء في حلف الناتو، لتزيد إنفاقها على الحروب، وهي التي شنت حروباً على شعوبٍ وأمم حول العالم، فجعلتها من أكثر البلدان تعاسةً، فبلداناً كاليمن، جنوب السودان، التوغو، رواندا ومعها العراق وسوريا طبعاً، تحتل المراكز العشر الأخيرة في تقرير السعادة لعام 2017 بينما تحتل دول الناتو المراكز العشر الأولى في لائحة أكثر شعوب العالم سعادةً ( مشهدية دولية مؤلمة).
ضَغَطَ رئيس الدولة التي تحتل المركز الــ43 في لائحة أكثر الدول المحافظة على البيئة، على دول الإتحاد الأوروبي، والتي تحتل المراتب العشر الأولى في ذات اللائحة ( بحسب تقرير صادر عن مؤسسة “جيرمان ووتش” الألمانية)، تلك الدول التي تعمل بكل قواها لتأمين هوائها ومائها من التلوث، وتُحارب التشوه البيئي بأشكاله، تُحافظ على أمن وسلامة مواطنيها وسعادتهم الدائمة، فيما يقتل إنفاقها العسكري المطلوب زيادته أطفال اليمن وسوريا والعراق وفلسطين وغيرها من دول العالم .
بوقاحته طالبهم بزيادة الإنفاق على الحروب، كي يشتروا المعدات والأسلحة الأميركية، ليرسلوها فيما بعد الى دولة الكيان الصهيوني، ومنظمات الإرهاب الدولي في سوريا والمنطقة، عبر قنوات باتت معروفة، سواء خليجية (قطر والسعودية) أو دولية (عبر الحدود التركية)، وبوقاحةٍ أكبر أتته التطمينات من رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، الذي قال: “لا يوجد لدى الولايات المتحدة ولن تجد أفضل من الإتحاد الأوروبي. إنفاقنا الدفاعي يزيد كثيراً عما تنفقه روسيا ويساوي نفقات الصين”.
لم يَخجَل، هذا المستعمر الفاشي،عند مطالبته إياهم بزيادة حجم الإنفاق العسكري ، ولم يخجلوا هم في بيانهم الختامي، من مطالبة روسيا بأن تسحب قواتها من أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا، متناسين أن لهم قواعد عسكرية حول العالم،وأنها تُهدد يومياً دولاً كثيرةً من شمال العالم الى جنوبه ( فرنسا لديها قواعد في 10 بلدان، والمملكة المتحدة لديها قواعد في سبع دولٍ).
يُنفق ترامب وحكومته، على الصناعة العسكرية من جيوب دول الخليج، ومن عائدات النفط المنهوب من ليبيا، العراق وسوريا، ليُدمر العالم ،وكذلك يفعل الإتحاد الاوروبي، فلايَخفى على أحد أن ثروات الدول الأوروبية الأعضاء في حلف الناتو، تزداد في كل مرة تشارك قوات هذا الحلف اللعين في غزو بلداننا، وفي كل مرة يشنون حروباً لتدمير العالم، يعقدون المؤتمرات الدولية لمساعدة المنكوبين، ومؤتمراتٍ أخرى لإعادة إعمار مادمره إنفاقهم العسكري، يُدافعون فيها عن معادلة ترامبية(نسبة الى ترامب) مجنونة مفادها أن زيادة الإنفاق العسكري يساوي سلام عالمي!!.