في جبال الأطلس الكبير نواحي مدينة مراكش، يتواجد المرصد الفلكي أوكايمدن، على علو 1700 متر، فوق سطح البحر في جبال الأطلس.
المرصد عبارة عن بناية بسيطة، تضم خمسة تلسكوبات وآليات لرصد النجوم والكواكب، ويشتغل داخل هذه البناية، فريق علمي متخصص.
وفي كل سنة تقريبا يعلن المرصد عن اكتشافات علمية هامة، تهم عوالم الفضاء الخارجي، ليصبح المغرب بفضله مرجعا في اكتشافات تثري مجال علم الفلك.
وعلى الرغم من الاكتشافات التي يعلن عنها المرصد التابع لجامعة القاضي عياض ، والذي يملك شراكات تعاون مع مراصد مختلفة من دول العالم، إلا أن مدير المرصد يؤكد في تصريحاته الصحفية، أن الفلك في المغرب لم يصل بعد إلى المستوى المرجو، لكنه يبقى جيدا مقارنة مع دول شمال إفريقيا والدول العربية.
ويشار إلى أن الاكتشافات الهامة التي يعلن عنها مرصد “أوكايمدن”، جعلت المغرب يتصدر المجلات العلمية المتخصصة ذات الصيت العالمي.
اكتشافات فلكية هامة
قبل أيام، أعلن مرصد “أوكايمدن”، في صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” عن اكتشاف كويكب ثنائي يشكل خطرا على الأرض.
وأوضح المرصد، أن اكتشاف هذا الكويكب يعتبر اكتشافا فريدا من نوعه، تم تحقیقه بواسطة تلسكوب MOSS من مرصد الفلكي أوكایمدن، أما الاسم الذي أطلقه المرصد على هذا الكويكب هو 20172 YE5 وذلك من قبل مركز الكویكبات الصغیرة التابع لاتحاد العالمي لعلماء الفلك. وتم اكتشاف هذا الكویكب من قبل تلسكوب MOSS في دیسمبر 2017، وهو مصنف من الكویكبات ذات الاحتمال الخطیر للاصطدام مع الأرض.
كما أنه ليست المرة الأولى التي يعلن عنها المرصد عن كويكبات هامة تشكل خطراً على الأرض؛ فبفضل تلسكوب “موس “و”ترابيست الشمال”، استطاع المرصد تحقيق اكتشافات هامة جدا.
أهم تلسكوبات المرصد
كان تلسكوب “موس” دور كبير، في آلاف الاكتشافات يصل عددها إلى 4000 منذ سنة 2011، أي سنة واحدة بعد تثبيته وبداية عمله.
أما تلسكوب “ترابيست الشمال”، وهو عبارة عن تلسكوب روبوتي بصري قطره 60 سنتمترا، الجزء المكمل لعمل نظيره البلجيكي “ترابيست–الجنوب” الذي يقع في دولة تشيلي. ويعمل هذا التلسكوب على الرصد الدقيق والشامل لأجزاء كبيرة من السماء ليلا، ومراقبة الكواكب التي تدور حول نجوم خارج المجموعة الشمسية، كما يساعد في دراسة المذنبات التي تدور حول الشمس.
ويؤكد القائمون على هذا المرصد الوحيد في المغرب، أن الاكتشافات العلمية، التي يعلن عنها المرصد، تستدعي توفير دعم لازم له، وتشجيع الطلبة المغاربة على الإقبال على دراسة علم الفلك وتوفير مسالك خاصة في مختلف الجامعات المغربية من أجل الرقي بمستوى البحث العلمي في المغرب
