يزخر المغرب بحدائق وأماكن طبيعية مميزة ذات صيت عالمي. ومن بين هذه الأماكن “الحدائق العجيبة” التي تقع في مدينة بوقنادل، وتبعد عن العاصمة المغربية الرباط، 15 كيلومتراً فقط. صممت خصيصا لإبهار الزائر، بجمال الطبيعة المتنوع وسحرها الذي لا يقاوم. حيث يتواجد في هذا المكان، أنواعا من النباتات لم يسبق لك رؤيتها من قبل،فصاحب هذا الفضاء الساحر أصر على أن تكون حديقته مشتلا لمئات من أنواع النباتات الفريدة، التي جاء بها من مختلف بقاع العالم.
ما قصتها؟
تعود قصة الحدائق العجيبة إلى أزيد من ستين سنة. عندما حط المهندس الفرنسي فارنسوا مارسال الرحال على أرض مغربية، وقرر زراعة النباتات المائية، عندما فشل في ذلك على أرض فرنسية، بسبب مناخها البارد.
يقال إن هذه النباتات جاء بها من خلال جولاته في مختلف البلدان، والتي كانت جزءا من الإمبراطورية الاستعمارية لفرنسا. ثم بعد ذلك، تحولت فكرة زراعة النباتات المائية إلى مجموعة من الحدائق كل واحدة تمثل إقليما من أقاليم العالم مثل: الحديقة الكونغولية، وحديقة السرو من فلوريدا الأميركية، أو الحديقة المكسيكية، وحديقة أشجار الميموزا، وأشجار التين، وحديقة الأشجار المختلطة، حديقة البولينيسية من فرنسا والنباتات المائية.
نباتات فريدة
تستقبل حدائق بوقنادل العجيبة أكثر من مائة وعشرين ألف زائر سنويا، منهم 30 ألفا من طلاب المدارس، وتمتد هذه الحدائق على مساحة تناهز خمسة هكتارات نظمت على شكل مسارات تمكن الزائر من الاطلاع على مجموعة متنوعة ونادرة من بينها، الأشجار الفريدة من أميركا اللاتينية ونباتات الشعوب الأصلية من أستراليا، وأشجار المطاط القادمة من عمق غابات الأمازون.
ومن أغرب النباتات التي توجد في الحدائق العجيبة، شجيرة موجودة أمام البيت، الذي كان يقيم فيه مارسيل فرنسوا، وهي نبتة يطلق عليها اسم “ميموزا بوديكا” وتعني “السيدة الخجولة”، وهي نبتة من أميركا اللاتينية فريدة تجسد ذكاء النباتات؛ ويقال إنه عندما يقترب منها الإنسان أو حتى الحيوان تنكمش خجلا.
كما تحتوي الحدائق العجيبة أيضا على برك مائية توجد بها أسماك، تحيط بها بيوت من القصب، وتربط بينها قناطر.إضافة إلى ذلك ثمة مشاتل وأحواض، ومسكن للزواحف ومنابت ومتاحف.
لاشك أن زائر هذه الحدائق يحتاج إلى أكثر من يوم للتجول بين نباتاتها وبركها، واكتشاف أسرارها.
