في ظل الكوارث الطبيعية المستجدة بسبب الإحترار المناخي، يحاول العالم التوصّل إلى موارد جديدة غير مستنزفة وطبيعية تخفّف من حدة هذه الأزمة العالمية. وفي هذا السياق، كشفت دراسة جديدة بأن المخلفات التي تسد شبكات الصرف الصحي تحت المدن في جميع أنحاء العالم قد توفر قريبًا للمنازل طاقة خضراء، حيث طور العلماء طريقة لتقسيم الكتلة الصلبة من الدهون المخلوطة والرطبة والحفاضات والزيوت والواقيات الذكرية, ويمكن معالجة الحمأة الناتجة لإطلاق غاز الميثان، وهو مصدر طاقة متجددة يمكن استخدامه في تشغيل التوربينات لتوليد الطاقة.
ويمكن أن توفر الطريقة الجديدة استخدامًا للمخلفات المزعجة، وهي الفضلات التي يمكن أن تنمو إلى أحجام هائلة في المجاري أسفل المدن الصاخبة, وفي العام الماضي عطل ما يقرب من 130 طنا “250 كلم”، “820 ألف” من تلك الفضلات نفق فيكتوري في وايت تشابل في شرق لندن, واستغرق الأمر ثلاثة أسابيع لإزالتها.
ووجد الباحثون في جامعة كولومبيا البريطانية أن مزيج الدهون والزيوت والشحوم المعروف بشكل جماعي باسم FOG، يمكن تسخينه لتفتيته, فقاموا بتسخين كتل من مزيج الدهون والزيوت والشحوم إلى درجات حرارة بين 90 و 110 درجة مئوية “194- 230 ف”, مع إضافة بيروكسيد الهيدروجين، وهي مادة كيميائية تؤدي إلى انهيار المادة العضوية.
وقال الباحثون “إن تلك المعالجة قللت بشكل كبير من حجم المواد الصلبة في مزيج الدهون والزيوت والشحوم بنسبة تصل إلى 80 في المائة,كما أنه أطلق أحماضًا دهنية من الخليط يمكن تكسيرها بواسطة البكتيريا في المرحلة التالية من المعالجة.
وقالت الدكتورة آشا سرينيفاسان “إن مزيج الدهون والزيوت والشحوم هو مصدر رائع للمواد العضوية التي يمكن أن تتغذى بها الكائنات الدقيقة لإنتاج غاز الميثان الذي يُعد مصدرًا قيمًا للطاقة المتجددة, ولكن إذا كانت غنية جدا بالمواد العضوية، فلا يمكن للبكتيريا التعامل معها وتتعطل العملية”.
وأضاف “من خلال التسخين المسبق إلى درجة الحرارة المناسبة، فإننا نضمن أن مزيج الدهون والزيوت والشحوم جاهز للمعالجة النهائية ويمكن أن نحقق الحد الأقصى من الميثان”، وتلك الطريقة يمكن أن تمكن المزارعين من تحميل مزيج الدهون والزيوت والشحوم أكثر في أجهزة هضم الغازات الحيوية الخاصة بهم – وهي عبارة حاويات كبيرة تعالج نفايات المزارع، بما في ذلك روث البقر.
وأضافت الدكتورة سرينيفاسان “يقيد المزارعون عادة مزيج الدهون والزيوت والشحوم على أقل من 30 في المائة من إجمالي التغذية, ولكن الآن يمكن تقسيم مزيج الدهون والزيوت والشحوم إلى أشكال أبسط، بحيث يمكنك استخدام أكثر من ذلك، أي ما يصل إلى 75 في المائة من إجمالي التغذية كما يمكنك إعادة تدوير المزيد من نفايات النفط وإنتاج المزيد من الميثان في نفس الوقت”.