تتسارع وتيرة ترجمة تداعيات التغيّر المناخي على واقع الحياة في الأرض، وبالتالي فإن ما ينتظر البشرية أسوأ بكثير من ما شهدته!!
تقارير بالجملة تظهر مؤخراً حدّة تلك التداعيات، وتبقى الزلازل والأعاصير المتكررة أكبر دليل على ذلك، ومن مظاهر هذه التداعيات أيضاً، نبّهت دراسة جيولوجية، مؤخرًا، إلى أن المجال المغناطيسي الذي يحمي كوكب الأرض من أشعة ضارة شهد تغيرات متسارعة خلال القرنين الأخيرين، مما ينذر بكوارث مستقبلية قد تكلف البشرية تريليونات من الدولارات. أما التنبيه الثاني، فأتى على لسان خبير السياسة العالمية في الطاقة والمناخ بكلية الدراسات الأفريقية والشرقية بلندن هارالد هوبام ، حيث توقّع استمرار ارتفاع درجات الحرارة بسبب الإحتباس الحراري، معتبراً أنه بحلول منتصف هذا القرن، ستكون درجات الحرارة ما بين 60 إلى 70 درجة مئوية في العديد من الدول كالخليج، أمراً إعتيادياً.
بين هذا التوقّع وذاك، ذكرت تقارير حديثة، أن شقوقا “مقلقة” جرى رصدها في آخر بؤرة جليدية متكاملة على سطح الأرض وهو أمر يحصل لأول في التاريخ، وسط مخاوف بيئية من تبعات كارثية!!
واقع الأمور لا ينبىء بالخير، وبالتالي فإن تصرفات أصحاب القرار لا تفعل أيضاً، وانسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من إتفاقية باريس للمناخ أكبر دليل على أن الأمور لا تسير في صالح البشرية.
وبحسب ما نقلت صحيفة “ديلي ميل”، فإن الشقوق الجليدية رصدت في البؤرة المتجمدة على الساحل الشمالي لغرينلاند، وهي أكبر جزيرة في العالم تقع بين القطب الشمالي والمحيط الأطلسي. وتظهر تقديرات المركز الأميركي للثلج والجليد، أن مساحة الجليد في المنطقة تراجعت خلال الأسبوعين الأولين من أغسطس آب الجاري، بـ 65 ألف كيلومتر في اليوم الواحد، أي أن الجليد تضاءل على نحو أسرع مما حدث بين 1981 و2010 أي بـ 57 ألف كيلومتر مربع في اليوم الواحد.انتهى
أما في إطار الضرر الذي أصاب المجال المغناطيسي الذي يحمي كوكب الأرض، أوضحت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة أستراليا الوطنية، أن هذا التغير يجري بصورة سريعة فيما يفترض أن يتم التحول خلال آلاف السنين، وفق ما نقلت “ديلي ميل”.
وبحسب علم الأرض (الجيولوجيا)، يمثل “القطب الشمالي المغناطيسي” (North Magnetic Pole) نقطة على سطح نصف الكرة الشمالي من الأرض، وفي هذه النقطة تحديدًا يتجه المجال المغناطيسي للكوكب بشكل رأسي صوب الأسفل. وتبعًا لذلك، فإنه إذا تم تجريب إبرة البوصلة المغناطيسية وأتيح لها أن تدور حول محور أفقي فإنها سوف تشير إلى الأسفل بشكل تلقائي. وحين يتحول هذا المجال المغناطيسي، حتى يصير القطب الشمالي جنوبيًا ويصبح الجنوبي شماليًا يحصل ضعف كبير في المجال المجال المغناطيسي.
ويؤدي هذا الضعف في المجال المغناطيسي إلى تسلل أكبر لأشعة الشمس الضارة صوب كوكبنا، كما أن عدة أنظمة للاتصال ستتأثر بدورها بالنظر إلى اعتمادها على البوصلة، حتى وإن كان ثمة استخدام متزايد في يومنا هذا لنظام تحديد المواقع بالانترنت “جي بي إس”. ويوضح الباحث في الجامعة الوطنية الأسترالية، أندريو روبرت، أن المجال المغناطيسي للأرض قد يضعف بنسبة 90 بالمئة خلال عملية التحول هذه.
ومن التبعات المرتقبة لهذا التحول أن يلحق أضرارا كبيرة بالنظام الكهربائي الذي نعتمده على الأرض بسبب العواصف الشمسية التي ستتوالى من جراء ضعف المجال المغناطيسي.
أخيراً وليس آخراً، ومن أبرز مظاهر تأثير الإحترار المناخي على الحياة البشرية، فقد توقع خبير السياسة العالمية في الطاقة والمناخ بكلية الدراسات الأفريقية والشرقية بلندن، استمرار ارتفاع درجات الحرارة بسبب الإحتباس الحراري. وقال هارالد هوبام “أعتقد أنه بحلول منتصف هذا القرن، ستكون درجات الحرارة ما بين 60 إلى 70 درجة مئوية في العديد من الدول كالخليج، أمراً إعتياديا”. وأشار الى ان “موجة الحر القاسية التي ضربت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هذا العام، قد تكون هذه البداية فقط”. وأضاف “رغم التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة حاليا، فإننا قد لا نستطيع تحملها مستقبلا خاصة في مناطق شمال أفريقيا والخليج”. وحسب تقرير لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، فإن درجات الحرارة المستقبلية بمنطقة جنوب غرب آسيا ستتجاوز الحد الذي يسمح بنجاة البشر، في حال فشلت الدول في السيطرة على الانبعاثات.