إذا كنا في لبنان نقتل الضبع المخطط للتباهي، ففي المملكة العربية السعودية يقتلونه طمعا بلحمه، في لبنان لا يتورع مواطنون عن إطلاق النار عليه لأن البعض منهم ما زال محكوما بموروثات تقول بأن هذا الحيوان اللاحم يفترس الإنسان، وفي السعودية يتناولون لحمه على اعتبار أنه يقوي الرغبة الجنسية ومفعوله أقوى من “الفياغرا”، وفي كلتا الحالتين ثمة جهل لن يفضي في النهاية إلا لانقراض حيوان يعتبر من أهم الكائنات البيئية في الطبيعة، فهو يقتات على الحيونات النافقة والمخلفات والنفايات، ويحد من مخاطرها على البيئة المحيطة.
ما استوقفنا في هذا المجال جاء صادما مع نشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يبدو فيه شخص يسحب ضبعا تم ربطه بحبل، محاولا إيصاله إلى منصة بدا عليه ضبع مسلوخ، ومن ثم قامبقتله ليذبحه ويبدأ في سلخ جلده، ليصار في ما بعد إلى طهي لحمه وإقامة المآدب في أجواء احتفالية!
مهدد بالانقراض في السعودية
ولم تكن الصحف السعودية محايدة حيال هذه الحادثة، إذ أن قتل الضباع وتناول لحمها ما يزال شائعا، وقد استنكرت هذا العمل معتبرة أنه يهدد بانقراض الضباع في المملكة، لكن لم تصدر إلى الآن مواقف من الجهات المعنية بحماية الحياة الفطرية، خصوصا وأن هذه الجهات تمنع قتل هذه الكائنات أو الاتجار بها، غير أن ثمة من يروج لتناول لحم الضباع وهو من الحيوانات اللاحمة، وهناك من يقبلون عليه معتبرين أنه “لذيذ” وله تأثير أقوى من المنشطات الجنسية المعروفة، تماما كما هو الحال مع الصين وبعض الدول الآسيوية التي تشهد طلبا متناميا على قرون وحيد القرن وعظام النمور وغيرها باعتبارها تشفي من أمراض مستعصية وتقوي القدرة الجنسية، علما أن الطب فند كل هذه الادعاءات وأكد أنها مجرد ترهات لا أكثر.
وأشار عمر العتيبي لـ greenaera.me إلى أن “هناك من يعتقد أن الضبع يصطاد فريسته وهذا ما نفته الدراسات، وهو يقتات على الحيوانات النافقة”، وأسف لأنه “ما تزال هناك مفاهيم شائعة حول أهمية لحمها ما يبقيها عرضة للقتل، وهذا الأمر ساهم في جعل الضبع المخطط على قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض“.
ولفت العتيبي إلى أن “الضبع يصنف من بين المفترسات الكبيرة، كالنمر العربي والوشق، ويتواجد الضبع بأعداد قليلة في بعض الأودية بمحافظة الطائف“.
ممارسات لامسؤولة
وأشار ناشط سعودي آثر عدم ذكر اسمه أن “مثل هذه الممارسات غير مسؤولة قد تنجم عنها مخاطر تتهدد الضبع من جهة وتطاول البيئة من جهة ثانية“، وقال لـ greenarea.info: “لقد تطورت نظرة المواطن إلى الضبع بعد سلسلة من الأبحاث والحملات في السنوات الماضية، ولكن لا نزال بحاجة إلى تعميم ثقافة الوعي”، لافتاً إلى “اننا تمكنا من التصدي لمفاهيم لا تمت إلى العلم بصلة حول الضبع المخطط”.
وأكد أن “الضبع يقوم بوظيفة محددة ومهمة للانسان والبيئة التي يعيش فيها، لأنه قادر على التهام الحيوانات النافقة، وهو بذلك يرفع عن الانسان ضررها كمصدر للأوبئة والأمراض والروائح، ومن هنا فهو يعتبر حلقة مهمة في نظام أوجده الخالق”، وشدد على أن “الضبع يخاف الإنسان ويهرب ما إن يشعر بوجوده، وفي أقصى الحالات إذا حاصره الإنسان ينتظر ليترك له فرصة للهرب“.