يعتبر التدخين من أكثر الأمور المضّرة، التي لا تقتصر على صحة الإنسان، بل أيضاُ تطال الشق البيئي والإقتصادي والإجتماعي، هذا ما كشفته أحدث الدراسات.
إذ كشفت دراسة لخبراء منظمة البيئة البريطانية، أن التدخين يهدد بكارثة بيئية عالمية. وتفيد في هذا السياق، صحيفة ديلي ميل، بأن الباحثين أشاروا في دراستهم إلى أن العديد من المدخنين، يرمون أعقاب السجائر في مجاري الصرف الصحي.
وهذا يشكل خطورة على البيئة، لأن فلتر السجائر يحتوي على البلاستيك، الذي يمكنه المرور عبر منظومة مرشحات التصفية والوصول إلى المحيط. كذلك تشير الصحيفة إلى أن فلتراً واحداً، لكل لتر ماء يشكل خطورة جدية على الأسماك بسبب سمّيته.
ملايين القتلى
أن أضرار التبغ ضخمة وتعتبر هائلة من عدّة نواحٍ، لا سيما من الناحية الصحيّة. فوفق تقرير جديد من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ،(UNDP) وأمانة اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، (WHO FCTC)، فإن التبغ يضرّ بالصحة ويقوّض بشكل فريد، جهود التنمية المستدامة من خلال الأبعاد الإقتصادية والإجتماعية والبيئية.
هذه الأضرار تقتصر على فئة إجتماعية متضررة أكثر من غيرها، بحيث يعتبر الفقراء في كل منطقة من مناطق العالم، الأكثر إحتمالاً لأن يدخنوا، وهم هدف إستراتيجيات التسويق الجشعة لدوائر صناعة التبغ. وبالتالي يقتل إستخدام التبغ أكثر من 7 ملايين شخص حول العالم كل عام. فضلاً عن أنّ تعاطي التبغ يسبب عجزاً خطيراً، ويزيد بشكل كبير من خطر الإصابة، بعدد من الأمراض الإضافية، التي لا ترتبط به مباشرة مثل السل.
تكاليف إقتصادية
في الجهة المقابلة، يؤدي التبغ إلى تكاليف إقتصادية باهظة. إذ وفق التقديرات العالمية فإن إستخدام التبغ يكلّف الإقتصاد العالمي، 1.4 تريليون دولار أمريكي سنوياً، أي ما يقرب من 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، علماً أنه تم فقط أخذ بعين الإعتبار النفقات الطبيّة، والقدرات الإنتاجية المفقودة.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد فبالإضافة إلى العواقب الصحية والإقتصادية، التي يتعرض لها الأفراد والأسر والأمم، فإن زراعة التبغ تسبب ما يصل إلى 5 في المائة، من إزالة الغابات في جميع أنحاء العالم، وتؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي وتدهور التربة، وكذلك تلوث المياه والتربة من إستخدام المبيدات الحشرية.
في الإطار عينه، أظهرت دراسة دولية كبرى أن أمراض القلب والتبغ، جاءت في مرتبة متساوية مع الصراعات والعنف، من ضمن أكثر الأمور المسببة للوفاة في عام 2016 ، بينما تسببت التغذية السيئة والإضطرابات العقلية في أشد الأمراض بالنسبة للبشر.
تفاقم عدد الضحايا
على ما يبدو فإن تداعيات التدخين، لا تقف عند حدود الأمد المنظور، فالتوقعات تشير إلى تفاقم هذه التداعيات، خلال السنوات المقبلة. بحيث أفادت دراسة أعدتها منظمة الصحة العالمية، والمعهد الوطني الأمريكي بأن التدخين يكلف الإقتصاد العالمي، أكثر من تريليون دولار سنوياً. واشارت كذلك الدراسة إلى أن ضحايا التدخين، سيرتفع بمقدار الثلث بحلول عام 2030.
في الجهة المقابلة، قالت الدراسة: “من المتوقع أن يزيد عدد الوفيات الناتجة عن التدخين، من نحو ستة ملايين حالة وفاة سنوياً، إلى نحو ثمانية ملايين حالة بحلول عام 2030، وسيكون أكثر من 80 بالمئة من هذه الوفيات في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.”
وأضافت الدراسة في الإطار عينه، أن التدخين “مسؤول على الأرجح عما … يزيد على تريليون دولار من تكاليف الرعاية الصحية والإنتاجية المهدرة سنويا.” ويقول خبراء صحة إن التدخين هو أكبر سبب للوفاة يمكن الوقاية منه على مستوى العالم.