يبدو أن الطقس هذه السنة في شهر تشرين الأول – أكتوبر، غير مناسب، لإنتاج البصل في المغرب، خصوصا في المناطق التي يزرع فيها البصل، والذي يتبوأ المرتبة الثالثة، بين المزروعات البستانية الموسمية من حيث المساحة المزروعة والإنتاج، و ذلك بعد البطاطا والبطيخ.

ففي إقليم الحاجب مثلا، والذي يعد عاصمة البصل في المغرب، يعرف هذا الإقليم تساقطات فجائية وبرودة، يتوقع أن تؤثر نسبيا على جودة المحصول كله لهذه السنة، لاسيما وأن الفلاح المغربي لا يزال يعتمد على الطريقة التقليدية في التخزين البصل و المعروفة بـ”لكراير” المبنية بالأحجار والتبن وتغطى بغطاء من نوع البلاستيك.

وتعود تسمية إقليم “الحاجب”، والذي يقع وسط المغرب، بعاصمة البصل في المغرب لأن هذا الإقليم يوفر لوحده على حوالي 000 5 هكتار لزراعة البصل، تنتج سنويا ما معدله 000 210 طن، أي 23 في المائة من الإنتاج الوطني.

ويحاول الفلاحون المغاربة، في هذه المنطقة، زراعة وإنتاج مادة البصل، في جو يسوده التقرب، خصوصا مع التساقطات المطرية الفجائية، يقول أحد الفلاحين، في حديثه مع “غرين آريا”:” إنه من المعروف في إقليم الحاجب، أن تتم زارعة البصل، في مطلع شهر أكتوبر، لكن هذه السنة، يبدو أن الجو متوتر، تساقطات وبرودة قد تؤثر سلبا على المحصول”.

إلى ذلك، يعاني الفلاحون المغاربة، من ارتفاع أسعار الأسمدة الكيماوية والمبيدات، لهذا فهم يطالبون بين الفينة والأخرى، وزارة الفلاحة بالدعم المادي للفلاحين الصغار، خصوصا وأنه في منطقة الحاجب مثلا، تعرف زارعة البصل تشغيل عشرات من الفلاحين الصغار والذي ينتمون إلى طبقات اجتماعية فقيرة.

ووفقا لأرقام الصادرة، عن مجموعة القرض الفلاحي في المغرب، فإن المغرب يفقد حوالي 30 بالمائة من الإنتاج الإجمالي لمنتوج البصل كل ستة أشهر، وهو ما يخلف خسائر مالية كبيرة بالنسبة للمزارعين والفلاحين ويتسبب في ارتفاع أسعار هذا المنتوج بالأسواق المغربية.

وأوضح القرض الفلاحي، أن المغرب ينتج حوالي 900 ألف طن من البصل سنويا، حيث يمثل هذا المنتوج أكثر من 12 في المائة من الإنتاج الوطني لزراعة الخضراوات، إلا أنه على الرغم من هذا الأداء، فإنّ الطريقة الحالية في تخزين البصل تؤدّي إلى ضياع جزء مهم من الإنتاج قد يفوق ما معدّله 300 ألف طن خلال ستّة أشهر.

أما في ما يتعلق بأسعار البصل في الأسواق المغربية، فيحدده سوق العرض والطلب، إذ في حالة ارتفاع العرض على الطلب، ينخفض سعر البصل، وفي حالة  ارتفاع الطلب على العرض يرتفع الثمن.

ويعول الفلاحون المغاربة على مشروع التخزين العصري للبصل لفائدة المنتجين الصغار في إقليم الحاجب، حيث سيمكن من الإحتفاظ بمادة البصل لمدة طويلة لا تتعدى فيه نسبة الضياع 3%، مقارنة مع عملية التخزين التقليدية مدتها قصيرة ونسبة الضياع تتعدى 30 %.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This