في كل يوم يمر، إلا ويشتكي سكان الدار البيضاء، المدينة الأكبر مساحة وحجما من التلوث الذي تعانيه “العاصمة الاقتصادية” للمغرب وقلبها النابض. إذ يشتكي أكثر من 5 ملايين نسمة، من غياب مساحات الخضراء.

ويقول محمد مصباح، أحد ساكنة الدار البيضاء، ” إنه لمن المستحيل، أن تستنشق هواءاً نقيا في هذه المدينة “الغول”” على حد تعبيره.

متابعا حديثه مع “غرين آريا”: “من الصعب أيضا أن تجد مساحة خضراء تشحن رئتيك بجزيئات اوكسجين خال من التلوث، وهذا راجع إلى لوبي العقار وسوء تدبير المسؤولين عن هذه المدينة”.

يضيف من “الواضح أن  مدينة من حجم الدار البيضاء  تعرف غيابا واضحا للمساحات الخضراء؛ وهذا راجع على أن المجالس المنتخبة المتعاقبة  لم تقدم على خلق مساحات وبدائل خضراء جديدة،  على الرغم من أن المغرب سبق وان نظم كوب 22 قبل سنتين، وقطع وعودا من أجل حفاظ على البيئة والمساحات الخضراء”

إلى ذلك، يحمل الحقوقيون في المجال البيئي  المسؤولية للمجالس المنتخبة بتشجيع الزحف العمراني والقضاء على بعض المساحات الخضراء الموجودة في الكثير من أحياء الدار البيضاء ، آخرها ضاية “دار بوعزة” وهي آخر منطقة للتنوع البيولوجي بجهة الدار البيضاء الكبرى.

وفي هذا السياق، دق عدد من الحقوقيين ناقوس الخطر المحذق بهذه الضاية، كما سينظم بهذه المناسبة ساكنة المنطقة بمعية حقوقيين وقفة احتجاجية يوم 24  تشرين الثاني – نوفنمبر، احتجاجا على ما وصفه بتجفيف منابع الطبيعية لهذه المحمية الناذرة من طرف المنعشيين العقاريين.

وطالبت مجموعة “علم الطيور في المغرب” بدعم من عدة جمعيات أخرى، بفتح تحقيق في الموضوع، لاسيما وأن قانون المياه واضح في هذا الصدد، و يؤكد في الظهير رقم 1.95.154، الصادر سنة 1995، أن «الماء ملك عام، ولا يمكن أن يكون موضوع تملك خاص، مع مراعاة مقتضيات الباب الثاني بعده».؛ لذا فإن «ضاية» دار بوعزة التي تغذيها مصادر دائمة، هي ملك عمومي ولا يمكن الإستيلاء عليها من قبل أي فرد أو جماعة.

ويذكر أن وتيرة النمو العمراني الذي تشهده منطقة دار بوعزة يؤثر سلبا على الـ”ضاية”، هذه المنطقة الرطبة التي تعد آخر منطقة للتنوع البيولوجي بجهة الدار البيضاء الكبرى.

و حسب مختصين في في شؤون البيئة، تعتبر “ضاية” دار بوعزة آخر المناطق الرطبة بجهة الدار البيضاء الكبرى، إذ تضم عيونا طبيعية وأعشابا مائية وطيورا مهاجرة، بمساحة تزيد عن 18 هكتارا، علاوة على أن لها تأثير جد إيجابي على النظام البيئي والتنوع البيولوجي، كما تعد موطنا لقرابة 180 نوعا من الطيور

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This