تعاني معظم دول العالم العربي من التلوّث البيئي بدرجات متفاوته ، بحيث تعتبر الدول الصناعية الأكثر تلوّثاُ. إلاّ أنّه ووفق منظمة الصحة العالمية، فإن المملكة العربية السعودية، وتحديداً العاصمة الرياض تعدّ من أكثر دول العالم تلوّثاُ ، تليها الجبيل(السعودية)، وهي أكبر مدينة صناعية في الشرق الأوسط.
المشكلات البيئية في السعودية
تعتبر مهمة الحفاظ على البيئة، من أبرز القضايا في السعودية، وهي أحد أهم ركائز الرؤية الوطنية المستقبليّة للعام 2030، التي تستحق جهداً عظيماً وإستثمارات ضخمة في سبيل تحسينها.
وبالتالي فإن الدراسات المتعلقة بهذا المجال كثيرة، كان آخرها دراسة ناقشتها الغرفة التجارية الصناعية، في الرياض حول المشكلات البيئية، وأثرها في التنمية الإقتصادية والإجتماعية، تمهيداً لإعتمادها ضمن برامج منتدى الرياض الإقتصادي في دورته التاسعة، المزمع إنعقادها خلال العام المقبل.
من جهة ثانية، تطلق الدراسة مبادرات وتوصيات قابلة للتنفيذ، مع تحديد آليات تنفيذها والجهات ذات العلاقة، بتعزيز دور القطاع الخاص في التوازن، بين الحفاظ على البيئة والإسهام في التنمية الإقتصادية، على المستوى الوطني.
في المقابل، فقد قامت السعودية بالعديد من الخطوات من أجل الحفاظ على البيئة، كما تذكر الدراسة، إذ كشفت أن السعودية خطت خطوات إيجابية في مجال البيئة، تمثل ذلك في إدخال الإعتبارات البيئية في إختيار مواقع، أهم المشروعات كالمدن الصناعية، وإنشاء الهياكل التنظيمية التنفيذية لأجهزة حماية البيئة، والمحافظة عليها.
مصادر طاقة جديدة
وفي السياق عينه، أصدرت السعودية مقاييس لحماية البيئة، والمواصفات القياسية لتحديد إنبعاث التلوّث من السيارات، وإنشاء المحميات الطبيعية للأحياء الفطرية.
أما بالنسبة إلى الحلول البديلة، فوفق ما ذكرت الدراسة، فإنّه من أهم البدائل للحفاظ على التنوّع الحيوي، والحد من الإستنزاف الحاد للموارد الطبيعية، العمل على إيجاد مصادر طاقة جديدة، والتخفيف من إستهلاك المصادر غير المتجددة المتاحة حالياً.
كذلك تركّز الدراسة على أهمية الحفاظ على البيئة، من أجل تجويد نمط الحياة للمواطن والأجيال القادمة، مع الإشارة إلى دور القطاع الخاص في التوازن، بين الحفاظ على البيئة وتحقيق الإسهام من القطاع، في التنمية الإقتصادية على المستوى الوطني.
على الرغم من معانانة السعودية من التلوّث، إلاّ أنّ هناك مدن تعاني أكثر من غيرها. والدراسة المذكورة تغطي المناطق كافة، مع التركيز على المناطق الثلاث الكبرى، التي تتركز فيها الصناعات والكثافة السكانية والسواحل، وهي المنطقة الوسطى، المنطقة الغربية، والمنطقة الشرقية.
المدن السعودية الأكثر تلوثاً
أصدر منتدى الإقتصاد العالمي تقرير دولي لمؤشرات الأداء البيئي ” EPI 2018″، الذي أنتج بالتعاون مع جامعتي يال وكولومبيا، تصنيف 180 دولة حول العالم بحسب 24 معياراً، للأداء في عشر إتجاهات جميعها تتركز حول الصحة البيئية والنظم الحيوية.
وحسب هذا المؤشر دخلت بعض المدن السعودية، قائمة المدن الأكثر تلوّثاً مثل الدمام والرياض، لكن مدينة الجبيل الصناعية تصدرتها لتكون ثالث أكثر مدينة ملوّثة في العالم.
وتجدر الإشارة، أنّه وفق منظمة الصحة العالمية، فإنّ التلوّث يتسبب في موت 7 مليون شخص سنوياً، بينهم نصف مليون حالة في الشرق الأوسط، فيما تعود معظم حالات الوفاة المرتبطة بأمراض القلب، والجلطات وسرطان الرئة وأمراض الجهاز التنفسي، بما فيها الربو إلى سبب رئيسي هو تلوّث الهواء، الذي يؤثر أيضاً على مراحل نمو مخ الإنسان المبكرة.